إذا كانت مدينة مراكش قد مرت أجوائها الإحتفالية برأس السنة الجديدة في أجواء هادئة وتحت حراسة أمنية مشددة خططت لها المصالح الأمنية بمراكش لتمر الليلة في أحسن الظروف، حيث عززت الحراسة الأمنية بعناصر خارج المدينة من أجل التغطية الشاملة للمرافق الحساسة بالمدينة ونجحت بامتياز في تدبير شؤون تلك الليلة، إلا أن ماتعرفه المدينة من حركة للسير خلال الأيام الأخيرة من السنة نتيجة الإستقبال الكبير للسياح المغاربة والأجانب لقضاء "نويل" بمراكش يحول المدينة إلى فضاء مختنق بازدحام للسيارات المختلفة يصعب معه المرور من الشوارع الرئيسية والأزقة لتصبح مدينة السيارات التي تفوق 200. ألف سيارة تجوب يوميا شوارع المدينة التي تكشف في مثل هذه المناسبة بأنها لم تعد قادرة على حمولة هذه الحركة التي تختنق بها المدينة ،مما يجعلها مدينة ملوثة في ظل سعي الجهات المعنية إلى جعل مراكش في أفق 2017 مدينة حاضرة ومتجددة ونظيفة. لكن يبدون أن الجهات المعنية لم تستفد بعد من السنوات الماضية التي رسمت مدى حاجيات المدينة إلى العديد من المحاور الطرقية وتشييد طرق جديدة إلى جانب الشوارع التي يتم توسيعها لملائمة الإرتفاع المتزايد لحركة السير ، فتوسيع بعض الشوارع مؤخرا بالمدينة السياحية مراكش لم يكن كافيا لمحاولة التغلب عل الإختناق في حركة السير الداخلي بالسيارات التي تجوب يوميا المدينة فبالأحرى أثناء فترات العطل التي تكون فيها مراكش قبلة للعديد من الزوار. إن الإختناق الطرقي التي تعرفه مراكش في مثل هذه المناسبات يستدعي من جديد ونحن على بعد سنتين من المخطط التنموي الكامل لمدينة حاضرة ومتجددة من السلطات المعنية الأنكباب عل إحياء المشروع القديم حول أهمية البحث عن ممرات جديدة ،ومنها ممرات تحت أرضية التي تظل الشغل الشاغل للمسؤولين والمنتخبين منذ سنوات لكن دون إيجاد الإستراتيجية التقنية التي تمكن المدينة من توفرها على مثل هذه الطرقات لعلها تخفف من الأزدحام اليومي والمناسبتي التي تعرف المدينة مما يصعب حتى عل الراجلين المرور ،إنها مدينة سياحية بامتياز نعم ، لكن المواصفات المواكبة للفضاء السياحي مازالت تنتظرها المدينة مثل الطرقات كما سلف الذكر، وتوفير المزيد من مواقف السيارات وهي نقطة أخر من النقط التي تؤرق المدينة التي يصعب فيها في غالب الأحيان إيجاد مكان لركون السيارات ،وهي معظلة لابد على المسؤولين بالمدينة إيجاد حل لها باعتبار أن قلة المواقف ومرب السيارات يشكل أمام العديد ممن يكتري هذه الأماكن فرصة لاستخلاص أثمنة باهظة تتجاوز الإثمنة المحددة من طرف المجلس الجماعي ،بالرغم من الإعلانات التي تحمل الأثمنة التي يجب تأديتها سواء بالنسبة للسيارات أو الدراجات. إن السهر في الوقت الراهن على التفكير في ممرات جديدة وواسعة تتجاوز بعض الترقيعات الطرقية من هنا وهناك يبق مكن الأولويات التي ستساهم في التغلب على معضلة الاختناق اليومي والظرفي التي تتزايد معه حركية أمنية ومع ذلك فإن الصعوبات تظل قائمة، فمراكش السياحية التي تعد من المدن العشر في العالم يجب أن تكون بطرقها وممراتها ومواقفها للسيارات مستعدة لاستقبال أي عدد من السيارات في ظروف حسنة وفي مواقف جاهزة ودون تعب ، إن الساهرين على مراكش اليوم فهم أمام تحدي لبناء جسم جديد لمراكش الحاضرة والمتجددة بشوارع متجددة وبممرات حديثة قادرة على حمولة حركة السير الكثيفة ونظيفة ببيئتها التي يجب الحفاظ عليها من خلال التغلب على ماتخلفه الإنبعاثات الغازية من عوادم السيارات من ثلوت يزداد بازدياد عدد السيارات التي تجوب الشوارع سعيد الهراوي