استفاق المرضى وزوار مستشفى محمد السادس بشيشاوة صبيحة أول أمس الخميس على مشهد ''كارثي'' تؤثثه الدماء ومخلفات الولادات المترامية بكل أرجاء قسم الولادة بسبب غياب تام لعاملات النظافة بكافة أرجاء المستشفى برمته. وفي هذا الإطار، أكد الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل في اتصال أجرته معه "النهار المغربية" أن العاملات الأربع عشرة بمستشفى محمد السادس اللواتي لا يتوصلن بالحد الأدنى من الأجور، لم يلتحقن بعملهن صبيحة الخميس تنفيذا لتعليمات الشركة المشغلة لهم، ما جعل من هذا المرفق يعيش تحت وطأة الأزبال والدماء والمخلفات الطبية بشكل فظيع، وجعل من مهمة الأطر الطبية ''مستحيلة''، مضيفا أن الصفقة الخاصة بعاملات النظافة قد حازت عليها شركة مقابل اعتماد مالي سنوي ناهز 99 مليون سنتم لمدة 3 سنوات، انتهت بنهاية سنة 2014، فيما آلت الصفقة الجديدة لسنة 2015 لذات الشركة مقابل مبلغ مالي سنوي ناهز 72 مليون سنتيم. من جانبه، أكد المندوب الإقليمي للصحة في توضيح له ل"النهار المغربية"، أن غياب عاملات النظافة بالمستشفى يعود بالأساس إلى مشكل انتهاء العقدة المبرمة بين المستشفى وشركة النظافة وانتقال خدمة النظافة ما بين الشركة القديمة والجديدة، وسيتم اتخاذ التدابير اللازمة بتنسيق مع إدارة المستشفى لضمان استمرارية خدمات النظافة بهذا المرفق. وضع يطرح أكثر من سؤال حيث أليس بالأحرى، وإقليم شيشاوة يتوفر على مندوبية للصحة ومستشفى إقليمي يضمان عددا هاما من الأطر الإدراية، ولا واحد من صغيرهم إلى كبيرهم، فكر في اتخاذ إجراءات استباقية لضمان استمرارية هذا المرفق الحيوي أم أن القطاع الصحي بشيشاوة كتب عليه أن يعيش تحت وطأة الويلات والفضائح تلو الأخرى. سعيد اكويس