تعرض محمد يتيم، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية بسيدي البرنوصي، لموقف حرج، حين انتفض في وجهه العشرات من شباب سيدي مومن بالدار البيضاء رافعين شعار"ارحل"، خلال ندوة نظمت بمقر مقاطعة سيدي مومن مساء السبت الماضي تحت عنوان: "الوضع السياسي المغربي من الصمود في الاستقرار إلى الطموح في الاستمرار"، حيث حضر أشغالها والتي نظمها المنتدى المغربي للتنمية والمواطنة وحقوق الإنسان. وقد احتج شباب المنطقة على عضو الأمانة العامة لحزب رئيس الحكومة، ورفعوا في وجهه شعار "ارحل"، وانتقد المحتجون، برلماني حزب العدالة والتنمية، لعدم تواصله معهم، وكذا غيابه الدائم عن المنطقة منذ حصوله على المقعد النيابي، إلى جانب عدم دفاعه عن الساكنة داخل قبة البرلمان. وهاجم هؤلاء محمد يتيم مطالبينه بالرحيل، معتبرين أنه مقصر في دوره كممثل لهم، حيث لم يدافع عن الساكنة ومشاكلها التي تتخبط فيها المنطقة، إلى جانب كونه لم يعمل على التدخل لدى الجهات الوصية بتوقيف الإفراغات التي توصلت بها 51 عائلة من ساكنة سيدي مومن القديم. تجدر الإشارة إلى أن ساكنة سيدي مومن بالدارالبيضاء تعيش في جو مشحون يطبعه الاستياء والتذمر إلى حدود الإحساس بالغبن و"الحُكْرَة" من جراء التسيير الارتجالي لمصالح المواطنين وغياب حس المسؤولية لدى عدد من المنتخبين والبرلمانيين، الذين هم خارج التغطية عن ما يحدث من تلاعبات وخروقات، بل هناك من الساكنة والجمعويين من يتهمهم بالتواطؤ مع لوبيات المصالح وأذناب الانتهازية المقيتة ذات الباع الطويل في الفضائح سواء في تسيير بعض المصالح بسيدي مومن أو في إطار العمل الجمعوي والاجتماعي والتي تدافع بكل ما أوتيت من قوة وأذرع أخطبوطية لحماية مكتسباتها المشبوهة. وحتى الوعود التي قطعها برلمانيو المنطقة على أنفسهم لتسوية ملف السكن ومنذ توليهم للمسؤولية ذهبت أدراج الرياح كما ذهب الوعاء العقاري إلى المحظوظين من الخواص والشركات بحي"الحُكْرةَ" كما يحلو للبعض تسميته، وربما سيكون مشكل السكن، الشرارة الأولى لانطلاق غضب الساكنة، وردد المحتجون في الندوة التي عرفت تواجد المنافس الأبدي لمحمد يتيم عبد الغاني المرحاني عن حزب النهضة والفضيلة، شعار "ارحل" في وجه محمد يتيم للتعبير عن غضبهم. ويذكر أنه سبق أن قدم 21 عضوا بحزب العدالة والتنمية بسيدي مومن بالدار البيضاء استقالتهم من الحزب، من بينهم كاتب المجلس وثلاثة من شبيبة الحزب فيما غادر 760 من المنخرطين الحزب، وأكد الأعضاء أن هذه الاستقالة تعد احتجاجا على ما وصفه بعض المستقيلين بعدم الاهتمام بالشأن المحلي، خصوصا منطقة سيدي مومن القديم فيما يتعلق بملف السكن. كما احتج الأعضاء على عدم التزام برلمانيي العدالة والتنمية وكذا مستشاريه الجماعيين بالوعود التي قدموها لسكان المنطقة، وهو ما تسبب في إحراج مناضلي الحزب بالمنطقة، خاصة أنه لم يتم ربط حبل التواصل مع السكان والاقتراب من همومهم ومشاكلهم.