شرعت بعض الجهات في الترويج ل"توبة" المقاتلين المغاربة بسوريا، وتحاول تصويرهم على أنهم منشقون عن الجماعات التكفيرية وتحولوا إلى العمل الإنساني والخيري، وذلك مباشرة بعد تشديد الخناق على العائدين من سوريا أو الذين تولوا أمر إرسال المقاتلين، حيث أعلنت وزارة الداخلية على فترات متقاربة تفكيك خلايا إرهابية مهمتها تجنيد "سلفيين جهاديين" مغاربة وإرسالهم إلى بؤر التوتر وخصوصا سوريا حيث يدور القتال بين الجيش السوري وبين الجماعات التكفيرية. وحسب معلومات فإن جهات متعددة بما فيها حزب العدالة والتنمية تحاول أن توحي للرأي العام أن المغاربة الموجودين بسوريا ليسوا كلهم إرهابيون بل من بينهم من تحول إلى العمل الخيري والإنساني، وهي محاولة حسب مهتمين، لتبييض وجود مقاتلين مغاربة بسوريا داخل المنظمات الإرهابية وذلك في محاولة منهم لإعادة المقاتلين لكن تحت شعار مشاركتهم في العمل الإنساني بسوريا. ويوجد حزب العدالة والتنمية في موقف حرج نتيجة تورط عناصر منتمية إليه في السفر إلى سوريا في ضيافة جبهة النصرة التي كانت موجودة وحدها بمدينة أتارب على الحدود السورية التركية، حيث قضى وفد أطباء الحزب برفقة موظف بفريق الحزب بمجلس النواب أياما عديدة رفقة المسلحين، وما زال الموضوع مطروحا للمساءلة أي ما هو دور المجموعة التي ذهبت إلى هناك ومع من التقت والصور التي التقطها أعضاء الحزب تبين أنهم كانوا في ضيافة تنظيم القاعدة؟ يذكر أنه تم الكشف عن مقتل عشرات المغاربة ولأول مرة منذ وصول أول دفعة من عناصر السلفية الجهادية إلى سوريا للقتال إلى جانب جبهة النصرة والجماعات التكفيرية، حيث دارت المعركة التي أطلقت عليها الجماعات التكفيرية "الأنفال" في مواقع وجود المغاربة وبالخصوص شام الإسلام، التي هي حركة مقاتلة أسسها إبراهيم بنشقرون العلمي، المعتقل السابق في غوانتانامو والعضو النشيط باللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، وهي حركة تضم فقط المغاربة الذين التحقوا بسوريا للقتال، كما انه يوجد مغاربة آخرون في منظمات أخرى كالنصرة وداعش، وكانت فتيحة الحسني المجاطي قد بايعت زعيمها ابو بكر البغدادي. وكان المغاربة متمركزون في مناطق غير مشتعلة لكن مع معركة الأنفال، التي تمت بدعم تركي حيث أسقطت أنقرة طائرة سورية فوق التراب السوري كانت تطارد الإرهابيين، أصبح الجهاديون المغاربة في مرمى النار حيث تدور المعارك في مواقع تمركزهم. وأعلنت صفحات يديرها "جهاديون مغاربة" بسوريا عن مقتل مغاربة من شام الإسلام في ريف اللاذقية، حيث تتمركز الحركة منذ تأسيسها، وكان الإعلان عن مقتل مغربي شيء نادر، غير أنه في معركة الأنفال تم قتل العديد منهم. ونعت الجماعات التكفيرية القتلى المغاربة قائلة " لله دركم يا أحفاد طارق بن زياد و يوسف بن تاشفين فقد شرفتم بلادنا .. وكتبتم بدمكم الطاهر عزه و مجده و فخره".