أكدت الضربات الاستباقية التي تقوم بها مصالح الأمن بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني نجاعتها في القضاء على الخلايا الإرهابية في مهدها وقبل المرور إلى تنفيذ مخططاتها، وفي هذا السياق يأتي تفكيك الخلية الإرهابية التي تقوم بتهجير المغاربة إلى سوريا للقتال ضمن المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة وتمثيلياته كدولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة وشام الإسلام التي أسسها مغاربة السلفية الجهادية بزعامة إبراهيم بنشقرون العلمي المعتقل السابق في غوانتانامو. وفي سياق هذه الجهود الاستباقية لضرب التهديدات التي يمثلها التطرف الإسلاموي نجحت السلطات الأمنية في إلقاء القبض على أحمد زرهوني كويس، الذي ينشط بمدينة فاس، والذي تأكد أنه يتعاطى عمليات تدليسية بإقامة شركات وهمية قصد الاحتيال على المؤسسات المالية والبنكية وخصوصا مقاولات الهاتف ومحلات بيع السيارات. وأشارت مصادر قريبة من التحقيق مع الخلية الإرهابية أن أحمد زرهوني هو الذي مول أغلب عمليات سفر المغاربة الذين يقاتلون بسوريا، ولجأ بمعية معتقلين سابقين لفتح حسابات بنكية باسم شركات وهمية وإيداع مبالغ بشكل منتظم بهدف الحصول على سلفات بنكية باستعمال وثائق مزورة. وقام الشخص المذكور بوضع طلب التسجيل بالسجل التجاري لدى المحكمة الابتدائية بمدينة العيون باستعمال وثائق مزورة وطلب انخراطات الهاتف النقال لصالح شركاته لدى مقاولات الاتصالات بنفس المدينة. ومن أجل ضمان النجاح لعملياته قام زرهوني بنسج شبكة علاقات واسعة بمدينة فاس مع موظفي الوكالات البنكية ومقاولات الهاتف. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تمكنت، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك شبكة إجرامية، تتكون من أربعة عناصر من ضمنهم معتقلون سابقون في قضايا الإرهاب، مختصة في النصب والاحتيال على المؤسسات المالية والتجارية وشركات الاتصالات، وتكوين شركات وهمية بناءً على وثائق وبيانات مزورة. وتنشط الشبكة بمدينتي فاس وصفرو، ويتزعمها شخص معروف بتوجهاته المتطرفة، قام بتمويل مجموعة من معارفه من أجل تمكينهم من مغادرة التراب الوطني قصد الالتحاق بالمجموعات الإرهابية الموالية لتنظيم "القاعدة" بسوريا.