"نظمت سفارة المغرب بكندا حفل عشاء احتفاء بفن الطبخ المغربي المتميز بنكهاته الفريدة ،بحضور وزير السياحة ، لحسن حداد الذي حل كضيف شرف." هذا ما نقلته لنا وكالة المغرب العربي للأنباء التي لم تتردد في إيفاد مبعوث خاص لها إلى مدينة تورونتو لنقل أجواء حفل العشاء ،الذي لن يكون إلا عشاء ضخما .وبالفعل قام المبعوث الخاص للوكالة بنقل تلك الأجواء التي حضرها "كبار المسؤولين والفاعلين في وسائل الإعلام الكندية " بدون ذكر اسم مسؤول واحد من هؤلاء المسؤولين والفاعلين. بالطبع ، تخلل حفل عشاء بهذه الضخامة نغمات"يالالا، يالالا" الأندلسية من أجل تسهيل الهضم والترويح عن النفس خاصة أن الأطباق المغربية التقليدية تسيل اللعاب وتفتح الشهية بشكل جنوني.. من أجل الترويج بالمؤهلات السياحية للمغرب. هل كان من الضروري أن تنظم السفارة التي تمثل المغرب مثل هذا الحفل ؟ هل كان من الضروري مفروض أن يحضره وزير السياحة وفوق هذا "كضيف شرف"؟ الوزير استغل المناسبة ليتحدث للمدعووين عن "الخطوط الرئيسية لاستراتيجية رؤية 2020" وهم منهمكون في الأكل والمضغ في حضرة "الشهيوات المغربية"التي لا يمكن مقاومتها،مما يشغلهم عن الاستماع لعرض الوزير فبالأحرى التركيز على ما يقوله. وبعد الانتهاء من الأكل وانتهاء الوزير من الكلام ،أراد أن يبلغ المغاربة، أي نحن الذين هنا في بلدنا ،من خلال تصريح للوكالة المذكورة، أنه " وجد لدى القادة والفاعلين في تورونتو(من هم؟) الذين حضروا الحفل ، رغبة كبيرة(ما هي طبيعتها؟) في إقامة علاقات تعاون حقيقية مع المغرب في مجال السياحة.." أما السيدة نزهة الشقروني ، سفيرة المغرب بكندا ، فقد أسهبت في الحديث عن مختلف فنون الطبخ المغربي في محاضرة خاصة لا نعرف هل كانت خلال انشغال الحضور بالأكل أم بعد الانتهاء منه . المهم أن الوزير والسفيرة أشبعا المدعووين كلاما عن الطبخ المغربي الذي شبعوا منه إلى حد التخمة . الشيء اللافت في هذه السهرة هو وجود وزير البحث والابتكار ، رضا موريدي، الذي خرج عن اختصاصه في البحث والابتكار ليتحدث عن ضرورة تعزيز علاقات التعاون بين الحكومة المغربية وإقليم أونتاريو..ولا ندري ما إذا نزل بثقل اختصاصه حول البحث والابتكار ليفيد به الطبخ المغربي ،ومن خلاله السياحة ،بأشياء مفيدة ، أم أنه كان يتكلم فقط من باب "الصواب". مع المغاربة . إن مطعما مغربيا واحدا في تورونتو ، أو في أي مدينة كندية أخرى، يقوم بمهمة الترويج لفن الطبخ المغربي ، على أحسن وجه، كل يوم وعلى طول السنة ، بدون "صداع الراس" ، وبكل مهنية لرواده وزبنائه الذين يترددون عليه في كل وقت وحين . وهذه أفضل دعاية للمغرب .لكن وزارة السياحة تبحث عن السياحة الفخمة التي تتم في الفنادق الضخمة للترويج لمنتوجها ناسية أو متناسية جانب السياحة الداخلية الذي يمكن أن يكون رافدا مهما لإنعاش السياحة الوطنية ، أم أن الوزارة تفضل غلق فضاءات المؤسسات الفندقية الراقية وأبوابها في وجه عموم الشعب المغربي ، خاصة وهي تعمل بالقاعدة التي تقول :" نديرو السياحة باش نجيبو السياح" . وهنا بالضبط مكمن المعادلة الخاطئة التي للحكومة . و"بصحتك السياحة يا الوزير السياحة.