كشفت السلطات الجزائرية عن وجه وحشي في التعامل مع الحالات الإنسانية للاجئين، ففي الوقت الذي أقر المغرب مشروعا لتسوية أوضاع اللاجئين من القارات الأربع، قامت السلطات الجزائرية بطرد حوالي أربعين لاجئا سوريا نحو الحدود المغربية، وتجلت لا إنسانية النظام الجزائري في طرد مواطنين عرب لجؤوا إلى هذا البلد الغني بثرواته وذلك في ليلة باردة جدا، حيث وصلوا المغرب وتكاد قلوبهم تنفطر خوفا وأمعاؤهم تتقطع جوعا. وقد تم العثور على هذه العائلات من طرف عناصر من الجيش الملكي والقوات المساعدة المرابطة بالحدود المغربية الجزائرية بمركز الحراسة لكنافذة بجهة جوج بغال التابع لعمالة وجدة أنكاد، وكانوا في حالة رعب قوية لأنهم اقتيدوا إلى الحدود المغربية تحت التهديد بالسلاح، ناهيك عن معاناتهم مع البرد القارس والجوع. وبعد أن تمكنوا من استعادة عافيتهم بفضل التدخل العاجل للسلطات المغربية، تحدثوا عن المعاملة الوحشية والحيوانية التي مارستها السلطات الجزائرية في حقهم، حيث إن عساكر النظام عاملوهم بسوء ولم يفرقوا في ذلك بين طفل ولا امرأة ولم يميزوا بين الكبير القادر ولا الصغير العاجز. وأقدم الحرس الحدودي الجزائري الأحد الماضي، على طرد مجموعة من اللاجئين السوريين إلى التراب المغربي، وذلك عبر الشريط الحدودي المغربي - الجزائري، في ظروف غير إنسانية، تتنافى والقانون الدولي الذي يمنح حقوق الإقامة للاجئين الفارين من الحروب. وبلغ عدد اللاجئين السوريين الذين طردهم الحرس الحدودي الجزائري، 40 لاجئا من بينهم 23 طفلا و9 نساء، و8 رجال. ويأتي قيام السلطات الجزائرية بطردها للاجئين السوريين من أراضيها نحو التراب المغربي، في الوقت الذي لم تمض فيه سوى 3 أيام على تصريحات عمر بلاني، الناطق الرسمي باسم الوزارة الخارجية الجزائرية، الذي نفى ما كشفته وسائل إعلام مغربية، أخيرا، بخصوص ترحيل الجزائر لعدد من اللاجئين السوريين. ومباشرة بعد العثور على هذه العائلات السورية قامت مختلف السلطات بتقديم المساعدات اللازمة والأولية من مأكل وملبس كما تم بناء خيمتين لإيواء هؤلاء من البرد القارس في انتظار دراسة حالتهم وفق القوانين الجاري بها العمل. وما قامت به السلطات الجزائرية مخالف للقانون الإنساني الدولي الذي يفرض إيواء الفارين من جحيم الحرب، كما يخالف الأعراف الإنسانية ناهيك عن الانتماء للأمة العربية حيث هؤلاء اللاجئون عرب. لكن هذا الحدث كشف عن وجه بشع للسلطات الجزائرية التي لا تميز بين الحالات الإنسانية وبين صراعها ضد المغرب حيث تريد استغلال جميع الظروف للإساءة للمغرب.