استقبلت السلطات المغربية، أول أمس الأحد، 40 سوريا ضمنهم 9 نساء و8 رجال و23 قاصرا، من بينهم 6 رضع في حالة صعبة وصلوا إلى الشريط الحدودي المغربي قادمين من الجزائر، مشيا على الأقدام، بعد مسيرة طويلة من مدينة مغنية الجزائرية قطعوا خلالها حوالي 20 كلم. وكان في استقبال الأشقاء السوريين بالمنطقة الحدودية المغربية المسماة «الدواهي» على بعد 3 كيلومترات من المركز الحدودي «زوج بغال»، عناصر الحرس الحدودي المغربي وعناصر الدرك الملكي ومسؤوليهم وممثلين عن السلطات المحلية والإقليمية وبعض المواطنين، وتم تقديم العون لهم بمنحهم أغطية وما يحتاجونه من طعام وشراب. وأكد هؤلاء النازحون أن اختيارهم اللجوء إلى المغرب راجع لما يعرفون فيه من كرم الضيافة وحسن الاستقبال والاهتمام بالضيف، إضافة إلى أن لديهم أفراد العائلة وأقارب في بعض المدن المغربية، خاصة منها الرباط والدار البيضاء. ومن جهة أخرى، لم يهدأ بال الحرس الحدودي الجزائري الذي واصل، عن قرب متر واحد، الاستطلاع ومراقبته للسوريين اللاجئين عبر سيارة على الشريط الحدودي المغربي، خوفا من قرار السلطات المغربية إعادتهم من حيث جاؤوا. يذكر أن جمعية «الوفاء للتنمية الاجتماعية» بوجدة استقبلت، في إطار عملها الإنساني، مساء الثلاثاء المنصرم، 27 شخصا من جنسية سورية من بينهم 11 طفلا ورضيعا ذا 40 يوما و10 نساء، تم ترحيلهم من طرف السلطات الجزائرية نحو التراب الوطني عبر النقطة الحدودية التي تبعد ب600 متر عن المركز الحدودي المغربي «زوج بغال». وتكلفت الجمعية بإيواء وإطعام الأشخاص المرحلين مع توفير العلاجات الطبية الضرورية لهم، إلى جانب عدد كبير من السوريين، يقدر بالمئات من الأسر، الفارين من جحيم الحرب والاقتتال في سوريا، والهاربين من المعاناة والقهر والطرد بالجزائر «الشقيقة» التي أصبحت سلطاتها تضطهدهم، وتدفع بهم إلى النزوح إلى المغرب. وتعمل السلطات الجزائرية بشتى الطرق على تسهيل هجرة اللاجئين السوريين إلى المغرب بعد أن قررت الحكومة الجزائرية منعهم من دخول أراضيها، واشترطت ضرورة امتلاك أي لاجئ سوري يرغب في الدخول إلى الجزائر مبلغ 4000 يورو وشهادة الإقامة أو وثيقة استقبال للمعني من طرف مواطن جزائري.