وغابت الحكومة عن الدخول المدرسي الحكومات التي تتحمل مسؤولياتها في كل البلدان، الديمقراطية والسائرة في طريق الديمقراطية والتي يحكمها الحزب الوحيد، تتهيأ للمواسم بإجراءات عاجلة وخاصة، سواء تعلق الأمر بالموسم الفلاحي أيام الحرث أو الحصاد وموسم الصيد وموسم القنص وموسم الدخول المدرسي، وتكون الإجراءات مناسبة للظروف التي يعيشها البلد ففي بلد يعيش الجفاف لن تكون الإجراءات شبيهة ببلد يعيش موسما فلاحيا وزراعيا جيدا، وكذلك الشأن بالنسبة للدخول المدرسي فهو يختلف من بلد يعرف تحقيق نتائج علمية جيدة عن بلد يعاني من ضعف في التحصيل الدراسي. لكن من أعجب ما نعيشه هو حكومة بلادنا التي يترأسها عبد الإله بنكيران، الذي يبدو أنه غير مبال بترميم حكومته التي "ثقبها" حميد شباط بسحب وزراء حزب الاستقلال من الحكومة، غائبة تماما عن الموسم الدراسي، ومن ليس له أبناء في المدرسة يستحيل عليه أن يعرف أن المغرب يعيش دخولا مدرسيا. فمن العيب أن يذهب التلاميذ للمدارس ويلتحق الطلبة بالصفوف الدراسية وتلتحق هيئة التدريس في الوقت المناسب بينما تغيب الحكومة عن كل هذه الأمور وتكتفي ببلاغ بئيس يخرق الميثاق الوطني للتربية والتكوين سواء في مواعيد الدخول المدرسي أو ترتيب أيام العطل والأعياد. خرق من وراء خرق وكأن الحكومة تقول للمغاربة "سيروا تضيموا" ليس هناك أي جديد في قطاع التعليم، وإن الحكومة عازمة على مواصلة تحدي إرادة المغاربة جميعا في تعليم يواكب روح العصر، ويمكن المغرب من إنتاج موارد بشرية قادرة على مواكبة التقدم العلمي والصناعي الذي يعرفه العالم وتنهل منه كل الأمم حتى تلك التي توجد في درجات أدنى من المغرب. فالدخول الذي يتم اليوم وفق رغبة الوفا وضدا على الميثاق الوطني للتربية والتكوين يطرح أسئلة عديدة، حيث يعتبر دخولا مدرسيا مختلفا عن سابقيه، فهو الدخول المدرسي الذي يأتي بعد خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، الخطاب الذي وجه فيه جلالة الملك انتقادات واسعة لقطاع التعليم، وحمل فيه المسؤولية لحكومة عبد الإله بنكيران بضرب مكتسبات المخطط الاستعجالي للتعليم الذي يعتبر خلاصات نقاشات اللجنة الوطنية للتعليم التي كان بنيكران والعثماني عضوين فيها. وحسب التقييم الملكي لقطاع التعليم فإن "الطريق مايزال شاقا وطويلا أمام هذا القطاع، للقيام بدوره كقاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث يبقى السؤال الملح الذي يطرح نفسه : لماذا لا تستطيع فئات من شبابنا تحقيق تطلعاتها المشروعة على المستوى المهني والمادي والاجتماعي". إن قطاع التعليم يواجه عدة صعوبات ومشاكل، خاصة بسبب اعتماد بعض البرامج والمناهج التعليمية، التي لا تتلاءم مع متطلبات سوق الشغل، فضلا عن الاختلالات الناجمة عن تغيير لغة التدريس في المواد العلمية، من العربية في المستوى الابتدائي والثانوي، إلى بعض اللغات الأجنبية، في التخصصات التقنية والتعليم العالي. وهو ما يقتضي تأهيل التلميذ أو الطالب، على المستوى اللغوي، لتسهيل متابعته للتكوين الذي يتلقاه. الحكومة وضعت "الصوف" في أذنها وغير معنية بالدخول المدرسي وهو نموذج فقط على مدى اهتمامها بقضايا المغاربة.