يظهر أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يريد أن يستمتع بعطلة صيفية سعيدة بدون أن ينغص عليه منغص أجواءها، وذلك بتأجيل المشاورات حول التعديل الحكومي إلى ما بعد العطلة. هذا على الأقل ما يفهم من التصرف الذي عبر من خلاله بنكيران لرئيس التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، وهو يغلق باب الحوار في وجه هذا الأخير، قائلا له : "سير تشاور مع الحزب ديالك، ومنين تسالي غادي نعيط عليك". تقول مصادر حزبية أن بنكيران عاد، خلال الجولة الثانية من المشاورات مع مزوار، إلى عادته السيئة المتمثلة في العجرفة والتنطع والتعامل المتعالي مع الآخرين. ولم يستسغ رأي مزوار الذي على ضرورة أن يتم بحث تشكيل الحكومة القادمة على أساس إعادة هيكلتها بطريقة تمنحها الفعالية والدينامية والانسجام. في هذا الإطار، تقول نفس المصادر الحزبية إن من شأن ذلك تمكين الأغلبية الجديدة من إنقاذ الوضع الاقتصادي المتأزم، وحماية المواطنين من انعكاسات الأزمة التي أرخت بظلالها على القطاعات الحيوية بالبلاد، وأدت بالتالي إلى ركود اقتصادي وبطالة. لكن بنكيران "جمع الوقفة" كما يقال، ووضع حدا للحوار، متذرعا بحضور جنازة، وخاطب مزوار بالقول : إذا أردت الدخول إلى الحكومة لملء مقاعد حزب الاستقلال، فمرحبا، وإذا أردت إعادة هيكلة الحكومة، فإن الأمر لا يهم فقط بنكيران وحده، بل يهم الأغلبية كاملة، لذلك علينا، يقول بنكيران، أن نستشير الأغلبية، قبل أن يطلب منه الرجوع إلى هياكل حزبه للتشاور، بالقول : "سير حتى نعيط عليك". تجدر الإشارة إلى أن المشاورات قد بدأت مباشرة بعد قبول الملك لاستقالة أغلب وزراء حزب الاستقلال من حكومة بنكيران، وإعطاء تعليماته لبقائهم في الحكومة لتصريف الأعمال، ولبنكيران الشروع في مشاورات مع الأحزاب السياسية من أجل إجراء تعديل حكومي. وفي هذا الصدد، أجرى لقاءات على الخصوص مع رئيس الأحرار لبحث موضوع التعديل ومشاركة التجمعيين فيه؛ في نفس الوقت عقد بنكيران لقاء مع حليفيه في الأغلبية : محند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية، ومحمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية للتشاور حول تشكيلة الحكومة المقبلة.