لم يفهم الوزراء خلال الاجتماع الحكومي الأخير سر الخرجة الجديدة لرئيسهم بنكيران ولا دلالات هذا التحول السريع في الموقف من رجال الأمن. فالذي يعلمه أعضاء الحكومة أو على الأقل الوزراء غير البيجيديين أن بنكيران يكره رجال الأمن ويكن لهم هو وحزبه العداء الدفين. على الأقل رجال أمن ما بعد البصري لأن مجايلي البصري يعلم الجميع علاقته معهم. فرئيس الحكومة عبر عن قلقه لما يتعرض إليه رجال الأمن والدرك – لم يذكر القوات المساعدة – خلال أداء مهامهم، من تهجم واعتداء من طرف بعض المواطنين. وطالب، بلهجة صارمة، الجهات المختصة بمراقبة السير على الطرقات بعدم التساهل مع أي كان، خاصة بعدما رأى بأم عينيه وقائع اعتداء على شرطي من طرف "سائقة مجنونة" شتمته. وقال أمام الوزراء إن مما زاد من غضبه سيدة كانت تسوق سيارتها بطريقة غير عادية، ولما أمرها رجل الأمن أن تتوقف أشبعته سبا، ولم تعره أي اهتمام. لم يقل لنا بنكيران أين وقع ذلك كما أن السلطات الأمنية لم تسجل أى شكاية تفيد بتضرر أحد رجال الأمن, واذا ما كانت القصة حقيقية فهذه أحداث عابرة تقع في جميع بلدان المعمور دون نسيان "الترمضينة" التي قد تصيب بعض المواطنين كما رجال الأمن. شيء عادي تماما أن يأتي رئيس الحكومة اليوم ليعبر عن حماسته في الدفاع عن رجال الأمن من مثل تجاوزات بعض المواطنين لكن الغريب هو أن تأتي من شخص يقود حزبا يكره المؤسسات بما فيها مؤسسة الأمن. ولنذكره بأن هناك سوابق كان أبطالها عناصر قيادية في حزب رئيس الحكومة : بالأمس القريب، خرج البرلماني عبد الصمد الإدريسي وتدخل للإفراج عن أحد المعطلين المعتصمين، وهو يرغد ويزبد في وجه الشرطي قائلا له : أنا سأطردك من هذه الوظيفة، وسأخلع عنك هذه البذلة التي ترتديها اليوم .. وقتها لم يقل بنكيران ما يقوله اليوم. ولم يستنكر ما صدر عن "أخيه" البرلماني، بل سيطالب – رئيس الحكومة – بفتح تحقيق، واعتذار رجل الأمن ورفاقه للبرلماني، علما بأن هذا الأخير تدخل فيما لا يعنيه، ومع ذلك وجد من يحميه. هذا دون الحديث عن التظاهرات والوقفات التي كانت تنظم في جل المدن تتحامل على رجال الأمن وتكيل لهم أندل النعوت والأوصاف. وهل نذكر بنكيران بخرجات قيادييه مع حركة 20 فبراير مثل الرميد والخلفي والرباح وحامي الدين وغيرهم من قيادة التنظيمات الموازية لهذا الحزب. أم نحيله على المواقع الاجتماعية المكتوبة والمرئية ليعيد التفرج على خطاباته وشعاراته وكلماته الشعبوية تجاه رجال الأمن. رجال الأمن ياسي بنكيران هم الذين يحموننا، وهم الذين حموك مرارا و"فكوا حريرتك" مع المعطلين، سواء أمام البرلمان أو أمام بيتك؛ وهم الذين هربوا "الأخ" باها من احتجاجات المعطلين بمناسبة احتفالات فاتح ماي وطبعا داخل "فركونيت"، ودون نسيان "الأخ" الشوباني الذي رفض الامتثال لرجال الأمن بعد أن كاد يخلق أزمة وحوادث في مقطع جيش الأوداية فرمى على رجال الأمن وثائق السيارة وتركهم مشدوهين من ممارسة مسؤول في حزب يدعي محاربة الفساد. إن اللائحة طويلة وإذا أراد رئيس الحكومة أن نذكره بالمزيد ففي مقالات قادمة. لكن ما معنى هذا الموقف الجديد من رجال الأمن؟ وما هي الرسالة التي يريد بنكيران أن يبعثها؟ بالعربية تاعرابت "اش بغا يقول بنكيران أو بعبارة أبلغ :"آش بغا بنكيران؟".