التقى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، مساء أول أمس الأربعاء صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، بشأن مواصلة المفاوضات حول تشكيل أغلبية حكومية جديدة، واكتفى مزوار بتقديم أرضية عامة في انتظار قرار المجلس الوطني للحزب المقرر انعقاده مساء اليوم الجمعة، ويتجه المجلس الوطني نحو إقرار المشاركة في الحكومة، غير أن التجمعيين يصرون على حقائب وازنة من قبيل المالية والتجهيز والمعادن، واتفقا الطرفان على اللقاء مجددا نهاية الأسبوع الجاري. ويتوزع التجمع الوطني للأحرار لأربعة أجنحة تفترق في وجهات النظر حول طبيعة المشاركة في حكومة بنكيران وفي توزيع الحقائب الوزارية، ويوجد على رأس هاته التيارات مجموعة رواد الحزب، المكونة من نجيب الزروالي الوارثي، الوزير السابق وسفير المغرب السابق بتونس، وعبد العزيز العلوي الحافظي، رئيس الفريق النيابي السابق والمعروف بالحرب التي خاضها ضد محمد بنطالب وعصمان أيام الحسن الثاني، وقد تم طرده ببلاغ للحزب وتمت إعادته إلى صفوف الحزب ببلاغ، ومحمد بنطالب، الذي سبق اعتقاله في حملة التطهير التي قادها إدريس البصري سنة 1996، وكان هو الآمر الناهي في التجمع الوطني للأحرار وصانع الوزراء والسفراء والدواوين، واحمد الغساسي وعبد السلام زنيند، وتنسق هذه الشخصيات مع مؤسس الحزب أحمد عصمان لمتابعة ما آل إليه التجمع ومن أجل الضغط في إطار المشاورات الجارية حول الحكومة. والتيار الثاني يمثله صقور الحزب وعلى رأسهم مصطفى المنصوري، الرئيس السابق للحزب، والطالبي العلمي وأنيس بيرو ومحمد أوجار ومنصف بلخياط، غير أن هؤلاء الصقور لا ينسقون فيما بينهم، وكل واحد منهم يتحرك لذاته، فبلخياط ينسق مع بنطالب مستغلا في ذلك منسقية التجمع بالدارالبيضاء، وأوجار ينسق مع المنصوري ورجالات الريف. أما أنيس بيرو، الوزير السابق في الصناعة التقليدية، فهو يبحث عن السياسة الهادئة ولا يحب المناورة ويعرف أن المنصب إذا كان من حقه فسيصل إليه خصوصا وأنه يحمل معه تجربتين ناجحتين في محاربة الأمية وفي الصناعة التقليدية لذلك يفضل ألا يتموقع بين التيارات. والتيار الثالث يضم الشباب وعلى رأسهم البرلمانية مباركة بوعيدة، التي بدأت في الترويج لذاتها من خلال مقالات صحافية، رغم أن تكوينها وممارستها السياسية كافية لتمنحها منصبا وزاريا، ونعيمة فرح التي تعتبر نفسها من أقدم نساء الحزب وحسن عكاشة الذي يتكئ على تاريخ عائلي حيث يعتبر والده الراحل مصطفى عكاشة من مؤسسي التجمع الوطني للأحرار. أما التيار الرابع فهو مجموعة من الشباب التي لها ارتباط إما بالرواد أو بالصقور.