كشفت مصادر متطابقة أن مئات المرضى غادروا مستشفى ابن سينا مع حلول شهر رمضان، وذلك حتى قبل استكمال العلاج. وكشفت المصادر ذاتها أن تعليمات صدرت من جهات داخل المستشفى بالتخلص من كثير من الحالات وبعضها جد خطيرة. وبررت المصادر هذا الإجراء بما أسمته الضغط الذي يعاني منه المستشفى، نتيجة توافد كثير من المواطنين لتلقي العلاج، خاصة المتوفرين على بطاقة راميد، فيما أكدت مصادر مقربة، أن النقص الخطير في الأدوية وتعطل أغلب تجهيزات العلاج كانت عوامل ساهمت في تسريع وتيرة التخلص من المواطنين خاصة الذين يقطنون خارج مدينتي الرباط وسلا. وتعيش أكبر مؤسسة علاجية في المغرب، وضعا مترديا منذ شهور، حيث أكدت مصادر طبية أن حالة من التذمر تسيطر على جميع العاملين، بسبب غياب وسائل العمل، والإجراءات الروتينية التي أدت إلى مجموعة من الوفيات. وأضافت المصادر أن أكثر المشاكل التي تعيق عمل المستشفى، مشكل الأدوية، مما يضطر المواطنين إلى اللجوء لشراء الأدوية رغم غلائها، كما أن أغلبهم ينتمي إلى أوساط فقيرة ويصعب عليهم تدبر مصاريف العلاج التي تكون باهظة الثمن، خاصة أن أغلب الأدوية المطلوبة يفوق ثمنها القدرة الشرائية للمواطنين. وقالت المصادر إن المستشفى يعيش في الوقت الراهن على مخزون لا يكفي حتى لشهر واحد، إضافة إلى التبرعات، والصدقات التي يحصل عليها من مؤسسات أخرى، موضحة أن الوضعية خطيرة جدا، سيما في المستعجلات، حيث يتم التعامل مع الحالات الوافدة بكثير من الإهمال. وطالبت المصادر بإيفاد لجنة تفتيش للبحث في وضعية هذه المؤسسة التي تعاني جميع مستشفياتها، غياب المراقبة، مشددة على ضرورة الإسراع في حل المشاكل العالقة. وأوضحت المصادر أن عددا من الأساتذة العاملين في المستشفى قرروا المغادرة بعدما تعذر عليهم تحمل الوضع الراهن، داعية إلى خلق لجنة برلمانية للتحقيق في الأمر، خصوصا أن كثيرا من التقارير تم بعثها إلى الوزارة لكن دون نتائج تذكر في ظل صمت هاته الأخيرة. كما تحدثت المصادر عن مشكل المواعيد التي تتجاوز في كثير من الأحيان الشهر، رغم أن كثيرا من الحالات وصفت بالخطيرة، موضحة أن هذه الوضعية استفادت منها بشكل كبير المصحات الخاصة، إذ غالبا ما تستقبل الحالات التي تعذر عليها العلاج بالمستشفى العمومي.