ألحت اللجنة المركزية لحزب الاستقلال على ضرورة تفعيل قرار المجلس الوطني القاضي بالانسحاب من الحكومة، بعدما أجمع أغلب وزراء الاستقلال على تقديم استقالتهم لبنكيران. فقد أكد الأمين العام لحزب الاستقلال لأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب ومفتشيه في اجتماع عقد أول أمس السبت بالرباط أن مسالة خروج الحزب إلى المعارضة أصبحت وشيكة بعد استقباله من طرف جلالة الملك، مطالبا بالاستعداد لتطبيق الخروج الفعلي من الحكومة على أرض الواقع. هذا وقد أكدت مصادر مطلعة ل" النهار المغربية "أن جميع وزراء حزب الاستقلال متفقون على هذا الوضع الجديد والخروج من الحكومة، وأن هناك مفاوضات تجرى مع وزير التربية الوطنية محمد الوفا لإقناعه بدوره للخروج إلى المعارضة بعدما ظل متمسكا بالبقاء في الحكومة وفق المصدر ذاته. وكان جلالة الملك محمد السادس استقبل الأربعاء الماضي حميد شباط بطلب من هذا الأخير قصد توضيح خلفيات قرار المجلس الوطني، وسلمه مذكرة تفصيلية ترصد عيوب بنكيران، وقد استنفد شباط جميع سبل الحوار وإمكانيات التنبيه والنصح، وسبق للحزب أن وجه مذكرة تفصيلية إلى رئيس التحالف الحكومي يوم 13 يناير الماضي ولم تولها رئاسة الحكومة أي اهتمام. وغضت رئاسة الحكومة الطرف عن بيان اللجنة المركزية بهذا الخصوص. وركز شباط في شكواه على استفراد بنكيران بجميع القرارات الصغيرة والكبيرة والاستحواذ على جميع الملفات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وممارسة الوصاية على الشعب من خلال التحدث باسمه والتهديد به لممارسة الابتزاز والتصرف في رئاسة الحكومة كرئاسة حزب. وشدد شباط على أن أعضاء من الحكومة نهجوا الخطاب المزدوج تسبب في مظاهر الشعبوية والفوضى والارتجالية والتخويف والقلق واستعمال رئيس الحكومة للغة سياسية لا تساهم في الاستقرار السياسي من قبيل التماسيح والعفاريت وجيوب مقاومة الإصلاح. وقد أكد شباط مباشرة بعد استقباله من طرف جلالة الملك، أن حزب الاستقلال ما زال متشبثا بالقرار الذي اتخذه المجلس الوطني للحزب بالانسحاب من الحكومة، ولن يقبل بأي تعديل حكومي في الوقت الراهن، وأكد أنه سلم الملك مذكرة يشرح خلالها أسباب هذا الانسحاب.