أسفرت أحداث الشغب التي عرفتها مدينة السمارة ليلة 24 و25 ماي الجاري عن إصابة 48 من عناصر القوات العمومية بجروح متفاوتة الخطورة، حيث تمت مهاجمتهم من طرف عناصر مشبوهة وعدد من القاصرين الذين تم تسخيرهم لإشاعة الفوضى وإثارة الشغب. وكانت عناصر محسوبة على البوليساريو قامت بتنفيذ تعليمات تلقتها من القيادة المركزية للبوليساريو بتيندوف والرامية إلى إذكاء جو التوتر بالمنطقة، عبر تجنيد مجموعة من الأطفال وذوي السوابق العدلية لخلق التوتر بالمدينة وإحداث الشغب وزرع الرعب والهلع وسط سكان مدينة السمارة. وأسفرت الأحداث عن إصابة عدد من رجال الأمن والدرك والوقاية المدنية، فيما تحولت المدينة إلى كومة هائلة من النيران بعدما قام المشاغبون بإحراق العجلات المطاطية وإلقاء الحجارة على قوات الأمن. وقام المشاغبون وأغلبهم من ذوي السوابق والأطفال الصغار برشق القوات العمومية بالحجارة، وإطلاق قنينات الملوتوف، وهو الأمر الذي أسفر عن إصابات عديدة، حيث سعت قوات الأمن إلى التعامل مع الأحداث بكثير من الاحترافية وذلك لمنع استغلالها من قبل عناصر البوليساريو كما حصل في المرات السابقة. وكشفت صور عدد من الضحايا من قوات الأمن عن حجم العنف الذي مارسه هؤلاء المشاغبون، الذين كان التعليمات الموجهة إليهم تقضي بإحراق المدينة وتدمير الممتلكات العمومية والخاصة. يذكر أن هذه الأحداث وقعت في حي لابيطا بالسمارة حيث خلقت تلك العناصر الرعب وسط السكان، وصعدت إلى أسطح المنازل وحطموا أعمدة الكهرباء العمومية، ولإعاقة تحركات القوات العمومية وضعوا المتاريس والعجلات المطاطية، وقاموا برمي كوكتيل مولوتوف حيث تمت إصابة حوالي 48 شخصا حيث أصيبوا إصابات متفاوتة الخطورة من بينها كسورات. وكانت مدينة العيون وعدد من المدن الصحراوية شهدت تصعيدا خطيرا، في الآونة الأخيرة، حين قام شباب محسوبون على الانفصاليين بأعمال عنف خطيرة خلفت خسائر مادية كبيرة، وأحصت السلطات الأمنية 39 حركة تخريب في الأقاليم الجنوبية، أغلب الواقفين وراءها شباب ومراهقون، وتوزعت أعمال العنف بين مدن العيون التي شهدت وقوع 32 عملية تخريب لمنشآت عمومية وخاصة، ومدينة السمارة التي عرفت وقوع 5 أعمال تخريبية، إضافة إلى مدينتي الداخلة وبوجدور اللتين عرفتا أعمالا شغب محدودة. وكشفت مصادر أمنية أن الجماعات المحسوبة على الانفصاليين نظمت عدة تجمعات في الشارع العام دون الحصول على ترخيص من السلطات الأمنية، حيث عمد المخربون إلى وضع المتاريس لقطع الطريق على القوات العمومية التي تعاملت مع الأوضاع بنوع من الهدوء النفسي، وعدم الانجرار وراء استفزازات الانفصاليين. وأوضحت المصادر أنه مقابل الحكمة والرزانة وبرودة الأعصاب التي واجهت بها قوات الأمن الأوضاع الخطيرة، تمادى عشرات المشاغبين في استفزاز الأمن عبر رشقهم بالحجارة، وقنابل كوكتيل المولوتوف كما تم إلقاء أحجار الياجور من أسطح العمارات وهو ما خلف إصابات عديدة متفاوتة الخطورة في صفوف رجال القوات العمومية نقلوا على إثرها إلى المستشفى العسكري بالعيون لتلقي الإسعافات الأولية، كما عرفت الأحداث تخريب عشرات السيارات، بعضها تابع للقوات العمومية.