طرح البيان الذي أصدره رشيد الطالبي العلمي، الناطق الرسمي باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، عقب قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال بالانسحاب من الحكومة، أكثر من علامة استفهام، بشأن موقف صلاح الدين مزوار من أي دخول محتمل للحكومة باعتبار التجمع الحزب الوحيد الذي يمكن أن يعوض الاستقلال دون أضرار كثيرة، وأثار البيان كثيرا من الغموض بعدما أكد الطالبي العلمي، أن ما يجرى داخل الأغلبية الحكومية شأن داخلي يهمها وحدها، مضيفا، أن التجمع يعتبر قرار حزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة قرار سيادي يهم هذا الحزب، قبل أن يعلن تبرأ الحزب من كل التصريحات غير الرسمية المنسوبة إلى مصادر مجهولة، مؤكدا في السياق ذاته أن المواقف الرسمية للتجمع الوطني للأحرار يعبر عنها رئيسه والناطق الرسمي باسم المكتب السياسي. وخلق بيان الطالب العلمي حالة من البلبلة، خصوصا بعدما أكد أن الحزب يتتبع تطورات الوضع السياسي بالبلاد عن كثب وسيتداول مكتبه السياسي خلال اجتماعه الأسبوعي، في هذه المستجدات ومخلفاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث لم يكشف عن أي موقف مما يتم تداوله اليوم، بشأن احتمال دخول التجمع حكومة بنكيران الثانية. وكشفت مصادر تجمعية عن وجود صراع داخلي خطير يهدد بنسف الحزب، خصوصا بعدما فضل مزوار الصمت وانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع، وزادت المصادر أن مزوار أطلق عملية لجس نبض العدالة والتنمية، ومعرفة ما إذا كان بنكيران يفكر فعلا في دعوة التجمع لتعويض الاستقلال، متهمة أعضاء في المكتب السياسي بالانتهازية والجري وراء المناصب الحكومية. وأضافت المصادر أن طريقة تدبير وضعية الحزب في الآونة الأخيرة، اتسمت بنوع من النفعية السياسية، حيث خفت صوت الحزب داخل المؤسسة التشريعية، وتحول إلى حمل وديع، وهو ما فسره المراقبون بشيك على بياض قدمه مزوار لبنكيران مقابل التحاقه بالأغلبية. وحذرت مصادر تجمعية من مغبة أي خطوة غير محسوبة، ستكون لها عواقب وخيمة على الحزب، وذكرت أن التجمع اختار المعارضة كمبدإ وليس كضرورة، داعية إلى الكف عما أسمته "المناورة" المكشوفة، وتحديد موقف الحزب بشكل واضح، وهددت المصادر نفسها بالوقوف في وجه أي محاولة للتلاعب بمصير التجمع الذي يعتبر معادلة سياسية أساسية في البلاد، ولا يجب المتاجرة بالحزب تحت أي مسمى، مشددة على أنه يمكن خدمة الوطن من أي موقع كان، وليس فقط من داخل الحكومة.