استنكرت مجموعة من الفرق البرلمانية بمجلس المستشارين انشغال الحكومة في الصراعات السياسوية والمعارك الضيقة، والتراشق بالاتهامات المتبادلة عوض الاهتمام بالتحديات الكبرى التي تواجه المغرب، في ظل مجموعة من المؤشرات المرتبطة بالأزمة الاقتصادية والتطورات الأخيرة التي تعرفها قضية وحدتنا الترابية التي تتعرض لمؤامرة من طرف الأعداء. وفي هذا الإطار أكد فريق الأصالة والمعاصرة في نقطة نظام موجهة إلى مجلس المستشارين، أول أمس الثلاثاء، أن الأغلبية الحكومية غارقة في معارك هامشية تشبه صراع الديكة، موضحا أن المغرب اليوم في حاجة إلى رجال دولة يعرفون متى يجب إثارة مصالح الوطن وديبلوماسية هجومية قوية لمواجهة التحديات المطروحة على المغرب. وبدوره استنكر الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين في إحاطة علما تحويل اجتماعات مجلس الحكومة إلى جلسات لصياغة البيانات التضامنية مع أعضائها، عوض التضامن مع الشعب المغربي في ظل الظرفية الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد والتحديات التي تواجهها. كما تساءل الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين بدوره عن فائدة هذا الصراع السياسي داخل الحكومة، مؤكدا أن متطلبات البلاد لا تبرر هذا المظهر من الصراعات. وطالب الفريق الدستوري بدوره في إحاطة علما بالتخلي عن الأنانية السياسية والتراشق المجاني، مشيرا إلى أن الخلافات لها خطوط حمراء وتساءل كيف يمكن لمجلس الحكومة أن يناقش ما أثير حول دخول وزير إلى البرلمان في حالة سكر ويترك قضايا جوهرية مهمة تهم مستقبل المغرب والمغاربة، مؤكدا أن المغرب يمر بأزمة خانقة واستفزازات في الجنوب وتراجع المؤشرات الاجتماعية، موضحا أن هذه المحطات تستدعي حكومة قوية قادرة على اتخاذ القرارات عوض الخلافات السياسوية داخل الأغلبية في الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة قرارات تدخل الفرح على أرامل ومعطلي وفقراء هذا البلد. يذكر أنه طغت على المشهد السياسي المغربي في الآونة الأخيرة حرب تصريحات وتصريحات مضادة بن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وحليفه في الأغلبية الحكومية الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، حيث بدا بنكيران غاضبا خلال الاجتماع للأغلبية، على خلفيات توجيه شباط سهام النقد لبنكيران ووزراء حكومته في احتفالات فاتح ماي متهما نصفهم بالتماسيح والعفاريت، ورفض شباط الاعتذار عما بدر منه في وقت برز توجه حزب الاستقلال نحو الانسحاب من الأغلبية الحكومية والانضمام إلى المعارضة.