رفض حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، الإجابة عن أسئلة بنكيران أثناء اجتماع الأغلبية الأخير، وكان بنكيران قد رفض مناقشة الأزمة الاقتصادية والوحدة الترابية المدرجتين في جدول أعمال اجتماع الأغلبية، سائلا شباط عن الوزير الذي دخل البرلمان في حالة سكر وعن الدواء غير المتوفر في المستوصفات ولماذا وصف الرباح بالدباح ولماذا قال عن الحكومة ينبغي أن ترحل، غير أن شباط قال لبنكيران هذه الأجوبة يمكن أن أدلي بها لقاضي التحقيق إذا استدعاني. ووصف حميد شباط الربيع العربي بالخريف العربي حيث إنه سمح بتغيير ديكتاتوريات معتدلة بدكتاتوريات متطرفة مشيرا إلى ما وقع في تونس ومصر وليبيا، مضيفا في لقاء حضره حوالي ألف مناضل من حزب الاستقلال والاتحاد العام للشغالين بفاس، أن المغرب تجاوز الربيع العربي بفضل خطاب التاسع من مارس والدستور الجديد. وأوضح شباط في ذات اللقاء أن مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة لم تكن خطأ لأنه من دون الاستقلال لم تكن هناك فرصة لتشكيل الحكومة الحالية والحزب ساهم في الحفاظ على المكتسبات ومن أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، موضحا أن الحزب كان وما زال يناضل من أجل حقوق الشعب المغربي والإسلام جاء بهذه الحقوق ولا ينتظر ما تأتي به أمريكا والغرب في هذا المجال. وتعتبر تظاهرة فاتح ماي التي نظمها الاتحاد العام للشغالين بالرباط أكبر تظاهرة في المغرب واختار شباط شارع النصر لإظهار قدرته على تحمل الشعب المغربي وصبره من أجل النضال ومن أجل تحقيق مطالبه. وأشار شباط إلى أن الأزمة المالية من افتعال الحكومة الحالية حيث إن الحزب كان يعرف مسبقا وجود بوادر الأزمة منذ السنة الماضية وقد أشار لها عادل الدويري خلال مناقشة قانون المالية حيث طالب الحزب بتعديل قانون المالية، موضحا أن حزب الاستقلال لا يريد أن يسقط الشعب في الأزمة التي افتعلها الحزب الحاكم، حيث إن الحكومة لم تنصت لآراء حزب الاستقلال ومقترحاته بل هي المسؤولة وحدها عن توقيف الحوار الاجتماعي مع النقابات والباطرونة. وقال شباط إن حزب العدالة والتنمية يستغل الإسلام الذي هو ملك لجميع المغاربة، مع العلم أن الإسلام الحقيقي يقتضي تحقيق مطالب الشعب المغربي لا ركوب السيارات والإقامة في الفيلات. وكشف شباط عن ترحيل 21 مليارًا من ميزانية 2012 إلى ميزانية 2013 ظنا من العدالة والتنمية أن الانتخابات الجماعية ستجرى في هذه السنة، وبعد أن تبين أن الظروف غير مواتية لإجراء الانتخابات تم تهريب المبلغ المذكور إلى ميزانية سنة 2014. وأشار شباط إلى أن 220 مليار سنتيم كانت مخصصة لإنجاز الطرقات والمدارس في العالم القروي قامت الحكومة بحذفها من الميزانية العامة. مؤكدا على أن الحكومة مطالبة بخلق الثروة أما إذا استمر العمل بهذا الشكل فإنها ستخلق الثورة. وطالب حزب الاستقلال بألا يكون إصلاح صندوق المقاصة على حساب الفقراء بل يجب البحث عن مداخيل لدى الأغنياء وليس الزيادة في أسعار المحروقات. وشدد شباط على أن بنكيران متشبث بكرسي الحكومة مثل مرسي والغنوشي ويطبق منهج "تمسكن حتى تتمكن"، وطالب بأن تكون وزارة المالية برأس واحدة وليس برأسين لأنه حاليا تتم سرقة الوثائق الإدارية من هذه الوزارة ومنحها لبنكيران وللصحافة تحت ذريعة الحق في المعلومة والحقيقة هي تشويه سمعة الآخرين، كما أكد على ضرورة فصل السلط وبالعدالة الضريبية وتطبيق القانون والشفافية من أجل جلب الاستثمار واسترجاع رؤوس الأموال الوطنية. وشدد شباط على أن حزب العدالة والتنمية الذي يدعي محاربة الفساد يوجد من بين أعضائه حوالي 15 عضوا متورطين في قضايا الفساد عندما كانوا يتولون تسيير الشأن العام مثل بلدية ميدلت والمجموعة الحضرية لمكناس. وحسب شباط فإن الزبونية والمحسوبية عرفتا أوجهما في الحكومة الحالية حيث تم الاختيار في المناصب العليا بناءً على هذين المعيارين وكذا تفويت الدعم في جمعيات المجتمع المدني للجمعيات التابعة لهذا الحزب ودواوين الوزراء مليئة بالعائلات والموالين لقادة الحزب. ووفق ما قال شباط فإن الحكومة تريد ذبح المواطنين لأن لها وجهين من خلال كذبها عليهم، مضيفا أن الحكومة تدعي الإسلام في حين إن الإسلام هو تشغيل العاطلين وبناء المساكن للفقراء والاهتمام بالقطاعات الاجتماعية كالتعليم والصحة والشغل. ويذكر أن حميد شباط طالب خلال احتفالات فاتح ماي باسترجاع تندوف والقنادسة وكلومب بشار في ظل الأحداث التي تعيشها الأقاليم الجنوبية بدعم من المخابرات العسكرية الجزائرية، وأصدرت وزارة الخارجية الجزائرية تصريحا تستنكر فيه ما قاله شباط، وفي الوقت ذاته ناقش أعضاء الحكومة الخطاب المذكور لشباط وأصدروا بلاغا ضد الأمين العام لحزب الاستقلال في سابقة لم يعرفها المغرب في عهد أوفقير والبصري ولا سنوات الرصاص بمجملها. وتساءل حميد شباط عن الخيط الرابط بين المخابرات العسكرية الجزائرية وهؤلاء الإخوة في إشارة إلى العدالة والتنمية.