لم تستسغ أوساط الانفصاليين إعتماد مجلس الأمن بالأمم المتحدة لتوصيته الخاصة بالصحراء المغربية، فقررت وبتأطير من بعض نشطاء البوليساريو، تنظيم مسيرة يوم الجمعة الماضي في الساعة الخامسة مساءً، على مستوى مقطع شارع "السمارة" المحاذي لحي "معطى الله" بهذه المدينة. وتنفيذا لمخططهم، نظم هؤلاء المشاغبون، حوالي الساعة الخامسة وعشر دقائق، تجمعا لحوالي 80 شخصا، أغلبهم من النساء، بساحة "كولومبيا" بحي "معطى الله". وقام هؤلاء بعرقلة حركة السير، وأمام هذا الوضع، تقدّم عميد الشرطة عبد المالك كرّوف، رئيس الدائرة الثانية، حاملا لشارة ضابط الشرطة القضائية، إلى عين المكان، وفي يده مكبر الصوت ليأمر، طبقا للقانون، المحتجين بوقف هذا التجمهر غير القانوني، تحت طائلة تدخل قوات الأمن. ولم تستوعب العناصر الانفصالية حالة ضبط النفس، التي تحلى بها عناصر قوات الأمن الذين امتنعوا عن الرد على استفزازات المحتجين، فقامت مجموعة من هؤلاء باللجوء إلى سطح أحد المنازل المجاورة لمكان التجمع، بينما انتشر الآخرون بين أزقة حي "معطى الله" وحي "الحَجري"، حيث هاجموا عناصر القوات العمومية، عن طريق رشقهم بالحجارة، مما تسبب في جرح 8 منهم (6 من رجال الشرطة وعنصرين من القوات المساعدة) الذين تم نقلهم إلى المستشفى العسكري بالعيون. وقامت مجموعة من هؤلاء المشاغبين، مدججين بالأسلحة البيضاء، بالهجوم عن طريق الحجارة، على مستوى زنقة الشاوية بحي "الحجري"، على دورية للأمن بهدف النيل من عناصرها، حيث ألحقوا خسائر بسيارتهم على مستوى الواقي والسطح. وقد سجلت كذلك حركات استفزازية مماثلة بمدينة السمارة، بأحياء "لابيطا" و"طان طان" حيث استهدف عناصر من البوليساريو قوات الأمن عن طريق الرشق بالحجارة، وقاموا بإشعال النار في قنينات الغاز التي وضعوها وسط الطريق قبل أن يهاجموا أحد أعوان السلطة وهو صحراوي حيث أُصيب على مستوى الرأس. وحتى يظهر المعتدون من الانفصاليين على أنهم مظلومون تظاهر بعض المشاغبين بالإغماء وبالجروح التي نسبوها إلى قوات الأمن. من بين الضحايا المزعومين، هناك فاطمة الداودي الملقبة بالغالية، التي تدعي، بإيعاز من الانفصالية أميناتو حيدر، أنها أصيبت بجروح على مستوى أربعة من أصابع يدها اليمنى، خلال تدخل أمني، بينما في الحقيقة كانت هذه المشاغبة ضحية حادث عرضي بعد انسداد باب منزل على أصابعها، نقلت على إثره إلى قسم الجراحة بمستشفى، "حسن بلمهدي".