طالب حزب النهضة والفضيلة، أمس الأحد، بالرباط خلال انعقاد مؤتمره الثاني باسترجاع الصحراء الشرقية التي سلبتها الدولة الجزائرية وسبتة ومليلية السليبتين معتبرا أن هذه المدينتين آخر المعاقل المستعمرة عالميا إلى حدود اليوم. وقال الأمين لحزب النهضة والفضيلة محمد خليدي، في كلمته أمام المؤتمرين والضيوف الدوليين وأمناء الأحزاب السياسية المغربية والأجنبية والوزراء الحاليون والوزراء السابقون، "نطالب الدولة بطرح قضية الصحراء الشرقية أمام المنتظم الدولي والمؤسسات الدولية لاسترجاع هذه المنطقة المنسية وفضح خرق حقوق الإنسان بها وتحرير المغاربة المحتجزين منذ 1975". ثم أضاف خليدي ندعو المنتظم الدولي من منطلق إيماننا بعدالة قضيتنا وندعو الدولة المغربية إلى تنزيل مشروع الحكم الذاتي، وإنه لا يعقل أن ننتظر أن يقرر البوليساريو وهذا اختيار واقعي ويجب تطبيقه كما طبق في آسيا". كما دعا خليدي إلى عقد مؤتمر لتدارس الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية يحضره أبناء الصحراء، وأكد على أنه منذ استقلال المغرب والدولة الجزائرية تتآمر على المغرب وتحتل أراضيه بدون وجه حق، واشترط خليدي أن يفتح في هذا المؤتمر نقاش ذاتي وصريح لإدخال هذه الجهة في الجهوية الموسعة. واعتبر خليدي استمرار احتلال سبتة ومليلية في الوقت الذي تحررت فيه جميع مناطق العالم التي كانت مستعمرة، مشيرا إلى أنها وصمة عار على الجارة الإسبانية التي تضرب المستقبل المشترك وتضعه في موضع صعب، معتبرا أن هذه المدن آخر المعاقل المحتلة في العالم، ودعا خليدي المغاربة كافة إلى وقفة رجل واحد لتحرير أراضيه ورفع الحصار على سكان المدينتين السليبتين. ومن جهة أخرى، دعا خليدي إلى الصفح الجميل والتسامح وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بإطلاق جميع سجناء الرأي ومعتقلي الساحات الجامعية ومعتقلي الاحتجاجات الاجتماعية، ومعتقلي ما يعرف بملف السلفية الجهادية وأضاف نجدد الدعوة التي أطلقناها واقترحنا عقد مناظرة وطنية يكون جوهرها مصالحة وطنية. واستند خليدي في دعوته أن معتقلي ملف السلفية الجهادية عرف عدة تراجعات فكرية داخل السجون كما استند في دعوته على استفادة المغرب من جهود كافة أبنائه ومن جميع أطياف المشهد السياسي والحقوقي ولإيجاد مقاربة شمولية لتفكيك ملف المعتقلين. وقال خليدي كل هذا من أجل الوحدة بين مكونات الجسد المغربي الواحد للحفاظ على التماسك ولتقنين التنوع الثقافي واللغوي، حمل مسؤولية فك الارتباط الروحي والفكري والديني الذي كان يربط علماء المغرب بالدول الإفريقية حيث قال "نحمل المسؤولية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كمسؤولة عن القيام بالدور المنوط بها في إطار الحفاظ على الإرث التاريخي الذي كان يربط بين علماء المغرب ودول إفريقيا".