قررت أكثر من 100 جمعية من الحركة الأمازيغية تنظيم مسيرة وطنية الأحد المقبل بالرباط للرد على ما أسماه ناشط حقوقي أمازيغي استفزازات رئيس الحكومة ووزراء العدالة والتنمية، آخرها خلال مرور بنكيران أول أمس الإثنين بمجلس النواب في إطار المساءلة الشهرية، والتي قال فيها إن الأمازيغ أناس بسطاء يأكلون القليل ويقضون يومهم في النشاط والرقص على إيقاع البندير، وقال المصدر ذاته إن ممارسات حزب العدالة والتنمية أثبتت وجود عداء ممنهج للحركة الأمازيغية مما أدى إلى خروج كثير من التصريحات عن سياقها العام، وتحولها إلى اتهامات صريحة للحركة الأمازيغية التي ترفض المساس بمكتسباتها، وتطالب بتسريع وتيرة النقاش الجاري الآن داخل البرلمان لإخراج القانون التنظيمي الخاص بترسيم الأمازيغية. وقال أحمد الدغرني الناشط السياسي الأمازيغي إن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يعتمد نمطا فلكلوريا في معالجة القضايا المهمة ومنها القضية الأمازيغية، مؤكدا أن معطيات رئيس الحكومة غير دقيقة، حيث إن ثلثي سكان العاصمة الاقتصادية هم إما أمازيغيون أو من أصول أمازيغية، وأن من كتب عليه البقاء في القرى، يعيش عل إيقاع الألم، بسبب الوضعية الاجتماعية التي يعيشونها، موضحا أن "إمازيغن" من خلال الأهازيج التي يرددونها كل مرة، يعبرون عن حجم الألم الذي يعانونه، بسبب السياسة الإقصائية، وغياب إرادة حقيقية لرفع الظلم عنهم. وكشف الدغرني عن مفارقة غريبة يعيشها حزب العدالة والتنمية، وقال إن أعضاء الأمانة العامة كلهم إما أمازيغيين أو من أصول أمازيغية باستثناء بنكيران، ومع ذلك كان الحزب الوحيد الذي عارض دسترة الأمازيغية أمام لجنة المنوني. وأوضح الدغرني أن تهكم بنكيران على الأمازيغيين والسخرية منهم، يذكر المغاربة بالنظرة الاستعلائية والعنصرية التي كانت تنهجها فرنسا، مشددا على أن فلكلورية بنكيران ليست جديدة بل هي سياسة استعمارية قديمة. وقال الدغرني إن كل الممارسات التي يمارسها حزب العدالة والتنمية ووزراء الحزب تؤكد وجود عداء مستحكم، وأن حزب الإسلاميين متضايق من الحركة الأمازيغية التي وقفت ضد ممارسات الحزب وسلطته التي تمتح وجودها من السياسة الاستعمارية، داعيا بنكيران إلى حل مشاكل المغاربة المستعصية بدل اعتماد سياسة التنكيت والبهرجة. إلى ذلك، كشف الدغرني أن ثلثي سكان العاصمة الاقتصادية مواطنون من أصول أمازيغية، وهو ما يعطيها الحركة الأمازيغية زخمها، خصوصا أن هؤلاء المواطنين يتحكمون في شرايين الاقتصاد الوطني، مشددا على أن 4 من أصل 5 تجار يعملون بشارع محمد الخامس بالرباط هم أمازيغيون، مشيرا إلى أنه يليق برئيس الحكومة أن يعطي أمثلة تهكمية، تتخذ من الأمازيغ موضوعا لها، داعيا رئيس الحكومة إلى إعادة تصحيح معتقداته، وتفادي وقوع مزيد من التفرقة التي يمكن أن تذكرنا بالظهير البربري والممارسات الاستعمارية التي تجاوزها المغاربة منذ زمن، بفعل المصاهرة واختلاط الأنساب، والذي جعل المغاربة أمة واحدة. من جهته، أكد بوبكر إنغير رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، إن العدالة والتنمية ينفذ سيناريو التفرقة العنصرية، من خلال فشل الأمازيغيين عن بعضهم البعض، ومحاولة تقزيم عمل الحركة الأمازيغية، وأشار إنغير إلى أن مسيرة الأحد المقبل ستكون أكبر رد على استفزازات العدالة والتنمية، داعيا إلى رص الصفوف لمواجهة المد المحافظ الذي يستهدف بشكل مباشر الحركة الأمازيغية، واصفا تصريحات رئيس بنكيران، بأنها تسير في سياق تمييع النقاش الدائر حول ترسيم الأمازيغية.