أكد ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي بقاء حزبه في المعارضة مهما كانت نتيجة الحرب الأهلية التي تدور رحاها بين حزبي العدالة والتنمية والاستقلال، وقال قيادي في حزب الوردة، إنه لا مجال للحديث عن توافقات قد تعيد الاتحاد إلى الأغلبية، أو على الأقل ممارسة المساندة النقدية كما فعل حزب بنكيران على عهد حكومة التناوب الأولى برئاسة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي. وأكد المصدر ذاته أن الأولوية اليوم هي تنظيف البيت الداخلي وتنقية الأجواء العامة، من خلال خلق تنظيمات متجانسة، موضحا أن الاتحاد الاشتراكي خرج من مرحلة تدبير الأزمة إلى مرحلة تدبير الحزب، وهو ما يفسر طبيعة تشكيلة المكتب السياسي التي تضم جميع المكونات، وجميع القطاعات بما فيها القطاع النقابي. وقال المصدر ذاته إن هناك إجماعا داخل القيادة الجديدة على عدم دخول الصراع السياسي الدائر حاليا بين قطبي الأغلبية، موضحا أن الحزب لن يغذي هذا الصراع، بأي شكل من الأشكال، مشددا على أن لشكر يريد بناء حزب قادر على خوض الاستحقاقات المقبلة. في السياق ذاته، كشف المصدر ذاته أن القيادة الجديدة للحزب لن تسمح بأي انزلاق على مستوى الفريق البرلماني بمجلسيه، خاصة بمجلس النواب الذي يرأسه أحمد الزيدي خصم لشكر في انتخابات الكاتب الأول للحزب. إلى ذلك، أكد المصدر ذاته أن هناك إجماعا على مستوى المكتب السياسي على رفض أي دعوات للخروج من المعارضة، وقال المصدر إن القرار بات محسوما، خصوصا في ظل الأزمة السياسية الراهنة، التي تنذر بأيام عصيبة تنتظر حكومة عبد الإله بنكيران، وأضاف المصدر أن الداعين إلى تليين موقف الحزب مجرد أقلية، خصوصا بعدما تمكن لشكر من التحكم في جميع دواليب الحزب. على مستوى آخر، استبعد المصدر نفسه أن يتم فتح نقاش سياسي بشأن توحيد اليسار، وهو المطلب الذي سبق أن شدد عليه لشكر خلال حملته لرئاسة الحزب، وأوضح المصدر أن شروط إطلاق هذا النوع من النقاش لم تكتمل بعد، وذلك لعدة اعتبارات، من بينها أن أحزاب اليسار نفسها لم تتفق على خطة موحدة، كما أن الاتحاد الاشتراكي المفترض فيه قيادة هذا النقاش لم تستقر أحواله بعد، ومازال في مرحلة نقاهة بعد المخاض السياسي الذي عاشه لشهور، مشددا على أن أي نقاش لابد أن يكون مبنيا على أجندة واضحة ومضبوطة، وهو الأمر الذي لم يتوفر بعد.