جدد ادريس لشكر دعوته إلى الاتحاديين بلم الشمل ونبذ الخلافات، في أفق تقوية الحزب لمواجهة ما أسماه مد المحافظين، والصعود اللافت للقوى الرجعية التي تناهض كل فكر تقدمي بحسب تعبيره، وقال لشكر الذي انتخب كاتبا أولا للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في برنامج ملف للنقاش على قناة "ميدي آن تيفي" أول أمس الأحد، إن المغرب يعيش وضعا غامضا مع الصعود المطرد للتيار المحافظ، مشددا على أن الاتحاد الاشتراكي يحتاج اليوم إلى تقوية قاعدته، وتجاوز خلافاته الشخصية، لأن القضية اليوم أعمق من أي خلافات حزبية، في ظل حرب تقودها تيارات محافظة تسعى إلى الهيمنة، وإلى فرض مبدإ الفكر الوحيد. وأوضح لشكر، أن الاتحاد الاشتراكي يتحمل مسؤولية إعادة تشكيل القوى الحية في البلاد، لكنه شدد على أن الأولوية اليوم هي للم شمل العائلة الاتحادية، في أفق تحقيق هدف أسمى وهو توحيد اليسار، الذي قال عنه لشكر إنه الوحيد القادر على مواجهة المد الرجعي وحماية الحريات الفردية والديمقراطية، موضحا أن القيادة الجديدة للحزب ستفتح جبهة ثقافية ضد التيار الرجعي في المغرب، ممثلا بالخصوص في حزب العدالة والتنمية، مؤكدا أن ذلك سيتم مع جميع الهيئات التي يشترك معها في نفس المرجعية، في أفق تشكيل جبهة ديمقراطية موحدة للوقوف في وجه المحافظين. إلى ذلك، دعا لشكر المعارضة إلى الانسحاب من البرلمان، بسبب ما وصفه القيادي الاتحادي بالتهميش الذي يطالها وعدم تمكينها من ممارسة مهامها التي كفلها لها الدستور، وزاد في القول إن هناك اتجاها بدأ يتقوى في المشهد السياسي المغربي هدفه الهيمنة على الساحة السياحية وإقصاء باقي القوى، وفي أفضل الأحوال تقليص دور هذه المكونات السياسية التي لا تتفق معه، بما فيها المعارضة التي أصبحت لها وضعية دستورية وفق ما أكده لشكر، وأضاف لشكر أن بنكيران ضرب عرض الحائط كل ما جاء به الدستور، خاصة المقاربة التشاركية التي لا وجود لها في قاموس الحكومة الحالية. إلى ذلك، تحدث لشكر عن استراتيجية عمل حزب الاتحاد في أفق الولاية الحالية، وأوضح الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، أنه لا يمكن بناء التنظيم من فراغ، مشيرا إلى أنه في حدود المؤتمر المقبل يجب أن يسير الحزب 50 في المائة من الجماعات المحلية، وهو طموح لا يمكن تحقيقه إلا في ظل الوحدة، وفي ظل تحالفات قوية مبنية على خط استراتيجي واضح. و اتهم لشكر بنكيران بتسويق الأوهام، حين يؤكد أن كل شيء جيد في المغرب وأن المواطن راض على أداء الحكومة، وأنه يعيش في رفاهية، وقال إن خطاب بنكيران يتسم بالغموض وعدم الواقعية، موضحا أن الحقيقة الوحيدة التي يمكن التصريح بها اليوم، أن المواطن لم يحس أي تغيير على مستوى حياته اليومية، كما لا يشعر بأي تحسن في الخطاب السياسي إلم يكن وقع تراجعا، مؤكدا أن الحل أمام المعارضة هو أن تنسحب من البرلمان لأنها محرومة من حقوقها، وأن الأغلبية تهدي وزراءها الأسئلة للحديث عن منجزاتها فقط، مشيرا إلى أن طموحه اليوم هو إسقاط حكومة بنكيران التي قال إنها لم تفعل شيئا سوى أنها زادت من تعميق الهوة بين فئات المجتمع.