دعا إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، أحزاب العائلة الاتحادية وأحزاب اليسار، إلى تشكيل جبهة يسارية في مواجهة "التيار المحافظ، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية". وأولى لشكر، في منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء أمس الثلاثاء، اهتماما بالغا للأحزاب التي انشقت عن الاتحاد الاشتراكي في وقت سابق، وهي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي، والحزب العمالي، بهدف التنسيق والتقارب من أجل "مواجهة المد الذي بات يحدثه حزب العدالة والتنمية"، الذي وصفه لشكر ب"الرجعي والمحافظ، الذي يعرقل مسيرة الحداثة". ودعا الأحزاب التي تلتقي مع الاتحاد الاشتراكي في التصورات والرؤى، إلى توحيد الخطط والجهود لإعادة التوازن في المشهد السياسي، الذي قال إنه عرف اختلالا نتج عنه صعود حزب العدالة والتنمية. وبخصوص أولويات البيت الداخلي، أوضح لشكر أنه سيعمل على تطبيق البرنامج الذي تقدم به إلى المؤتمر، وإعادة ترتيب البيت الاتحادي من الداخل، وسيجعله يحتكم إلى الديمقراطية الداخلية في كل محطاته التنظيمية، وفي اتخاذ قراراته، معلنا أن اللجنة الإدارية ستنتخب من طرف المؤتمرين في وقت لاحق. ونفى لشكر أن يكون سبب تأجيل انتخاب اللجنة الإدارية والمكتب السياسي هو حدوث انسحابات من طرف المؤتمرين ليلة نهاية المؤتمر، إذ أوضح أن مغادرة بعض الاتحاديين لأشغال المؤتمر ليلة يوم الأحد الماضي كانت "نتيجة طبيعية لالتزاماتهم المهنية والعائلية، ولم ينسحبوا احتجاجا على أشغال المؤتمر أو على نتيجته"، معتبرا أن "الاتحاد الاشتراكي كسب رهان تأصيل التنافس الديمقراطي التعددي في انتخاب قيادة جديدة بناء على أرضيات، ومشاريع٬ وحملة انتخابية، لكن بقي أمامه تحدي الحفاظ على وحدة الحزب، والتوافق مع قيادة الاتحاد، في تدبير الجولة الثانية المؤجلة إلى أجل غير مسمى من المؤتمر، التي بمقتضاها ستنتخب اللجنة الإدارية والمكتب السياسي. والتزم لشكر بتقوية حضور الحزب في الساحة الوطنية، وفي النقاش العمومي حول القضايا الكبرى٬ وبإعادة الروح للتنظيم الحزبي وطنيا وإقليميا ومحليا، وبمد جسور التواصل مع القوات الشعبية، وبريادة الحزب للمعارضة. وقال إن "القيادة الجديدة للاتحاد ستعمل٬ من خلال تدبير جماعي٬ على إطلاق دينامية جديدة للنهوض بالأداة الحزبية والتنظيمات الموازية للنساء والشبيبة، ضمن رؤية سياسية تزاوج بين رصيد الحزب في الماضي والإمكانات والمؤهلات الفكرية والسياسية التي يزخر بها في الوقت الراهن". وشدد على الحاجة إلى توحيد العائلة الاتحادية، وخلق تقارب مع مكونات اليسار، في أفق الوصول إلى "حزب اشتراكي كبير٬ الذي يبقى حلما يراود الاتحاديين وعددا كبيرا من مناضلي اليسار". يشار إلى أن أنصار أحمد الزايدي، الذي انهزم في الجولة الثانية أمام لشكر، سيعقدون لقاء، في الأسابيع القليلة المقبلة، للتشاور وتقديم وجهة نظرهم حول المؤتمر، واتخاذ "القرار المناسب".