خلقت دعوة رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران، وزير التربية الوطنية محمد الوفا إلى تعيين النساء في المناطق القريبة من مقر إقامة عائلاتهم، وتعيين الرجال في المناطق النائية أزمة في صفوف المعلمات اللواتي شرعن في تقديم طلباتهن بالانتقال من المناطق القروية إلى المناطق الحضرية تنفيذا لكلام بنكيران، وهو الوضع الذي أحرج محمد الوفا وجعل مجلس المستشارين يدق ناقوس الخطر أول أمس الثلاثاء في جلسة عمومية. وفي هذا الإطار وصف الفريق الفدرالي في سؤال شفوي بمجلس المستشارين حول "تعيين نساء التعليم في المناطق النائية" تصريحات بنكيران بغير المنطقية، مؤكدا أن المعلمات يتصلن يوميا بالنقابات حول هذا الموضوع، مطالبا الوزارة بتحمل مسؤوليتها وحل المشكل عبر مجموعة من الآليات وعلى رأسها الالتحاق بالزوج. وفي جوابه عن سؤال الفريق الفيدرالي تحدث وزير التربية الوطنية والتعليم لغة غريبة وغير معهودة في جلسة عمومية أمام مجلس المستشارين عندما استهل جوابه بمخاطبة أحد المستشارين "أنا كنبغيك بزاف" قبل أن يصعد من لهجته، مخاطبا نفس المستشار "اجي ارجع وزير في بلاصتي"، مشككا في الأرقام التي قدمها حول التعليم، متهما بوجود جهات مغرضة تسرب هذه الأرقام غير الصحيحة، كما دافع الوفا عن بنكيران وقال إن كلامه حول تعيين المعلمات في المناطق الحضرية ليس فيه أوامر، بل يدخل في إطار أسلوبه وطبيعته على حد تعبير الوفا، مضيفا أن الوزارة تدرس كيفيات التطبيق التدريجي لهذا الإجراء بتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين. وأكد الوفا أن الأستاذات البالغ عددهن على الصعيد الوطني 94 ألفا و507 أستاذات٬ أي 41 في المائة من مجموع أطر التدريس٬ يحظين بأهمية قصوى في الحركات الانتقالية، مضيفا أنه بالرغم من أن 64 في المائة من مجموع الأستاذات يتواجدن بالوسط الحضري٬ فإن الوزارة تولي أهمية خاصة للنساء من خلال الحركات الانتقالية، وهو ما يعتبر "تمييزا إيجابيا" لفائدتهن .مضيفا انه يتم إعطاء الأولوية للأستاذات الراغبات في الالتحاق بالأزواج٬ ومنح امتياز للحالات الاجتماعية المتعلقة بالمرأة المطلقة أو الأرملة الراغبة في العودة إلى مقر سكنى أسرتها خارج النيابة التي تعمل بها٬ أو العازبة التي تعمل بنيابة غير التي يوجد بها مقر سكنى أسرتها.