أصبح عبد السلام ياسين، المرشد العام للعدل والإحسان حيا وميتا، وحيد قرنه في فهم الدين واستشراف المستقبل، بل استشراف مستقبل العالم وليس مستقبل المغرب وحده، وتحولت رسالة الإسلام أو الطوفان، الرسالة المفتوحة التي بعثها إلى الملك الراحل الحسن الثاني، إلى نبوءة تحققت مع الربيع العربي في كل من تونس ومصر وليبيا. ولم يكن المتتبعون يعرفون أن نبوءة ياسين هي ما وقع فعلا رغم أن الرسالة المذكورة تتحدث عن نصيحة مفادها تطبيق الشريعة الإسلامية بالفهم الياسيني أو الطوفان؛ أي أن الطوفان هو البديل عن الإسلام، والطوفان بتعبير ياسين هو كل أشكال الفتنة والفوضى والحرائق، فهل يعتبر أمكاسو، نائب الأمين العام للدائرة السياسية للعدل والإحسان، أن ما حدث في البلدان العربية المذكورة هو الطوفان؟ هل يعتبر الثورات التي ساندها هي الفتنة والفوضى؟ فياسين لم يطرح خيارين هما الديكتاتورية أو الديمقراطية، بل طرح خيار الإسلام (فهم ياسين) أو الطوفان. والربيع العربي، بغض النظر عن دوافعه، هو ربيع مطالب بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومجموعة من المطالب التي يختلف فيها الشباب جذريا مع الحركات الإسلامية، ولا يلتقيان إلا في مطلب إسقاط الأنظمة لكن ما عدا ذلك فهناك اختلاف حقيقي بين الطرفين، وظهر جليا في تونس ومصر اللتين سيطر فيهما الإخوان المسلمون على الحكم وأقصوا الباقي وتراجعوا عن مطالب الثوار. فهل من مطالب الربيع العربي إقامة الخلافة على منهاج النبوة؟ وهل من مطالبه تطبيق الشريعة؟ وهل من مطالبه حكم الإسلام؟ وأين هو موقع الدولة المدنية في تفكير الحركات الإسلامية؟ لكن ما أفصح عنه القيادي في الجماعة هو أن العدل والإحسان حركة تسعى للحكم بأي طريقة كانت حتى لو كانت على حساب شعاراتها، فهي التي ساندت تغيير الحكم في ليبيا من قبل ثوار الناتو، وهي التي تساند ثوار سوريا الذين تبرأ منهم الغرب نفسه بعدما تبين للعالم أن هناك جماعات إرهابية تابعة للقاعدة. فهل أصبحت القاعدة حلالا عند الحركات الإسلامية المغربية كالعدل والإحسان والتوحيد والإصلاح؟