عاشت منطقة سيدي يوسف بنعلي يوم جمعة أسود من خلال مهاجمة مجموعة من الساكنة لقوات الأمن العمومي مما أسفر عن إصابات كثيرة في صفوف قوات مكافحة الشغب وبعض المواطنين، حيث عمد المحتجون الذين يقولون إنهم خرجوا ضد غلاء فاتورة استهلاك الماء والكهرباء إلى رشق قوات التدخل السريع بالحجارة عن طريق اقتلاع زليج ممرات الراجلين ورميه في اتجاه الأمن وهو ما أسفر عن إصابة حوالي 53 من قوات التدخل السريع وقوات الأمن حسب مصادر مطلعة نقلوا على إثرها إلى مستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات، حيث سجل بعض الإصابات الخطيرة في صفوف المصابين. ولقد عاينت جريدة "النهار المغربية " الاعتداءات التي تعرضت لها قوات الأمن من أجل هذا الاحتجاج الذي يبدو أنه خرج عن سلميته التي اعتاد تنظيمها شبه يومي أمام ملحقة وكالة الماء والكهرباء بسيدي يوسف بن علي، لكن يبدو أن احتجاج يوم الجمعة وبعض عمليات الكر والفر ليوم السبت بين المتظاهرين وقوات الأمن يظهر حسب معطيات استقيناها من عين المكان بأن ما حدث يوم الجمعة الأسود تجاوز المطالب المتعلقة بإيجاد حل لمشكلة ارتفاع فاتورة الكهرباء وقد لوحظ خلال التظاهرة وجود عدد من الشبان في الواجهة وتم حسب نفس المعطيات الدخول على المدارس لإخراج التلاميذ من المؤسسات وبعد حوالي من ساعتين من المواجهة استعملت فيها خراطيم المياه وبعض القنابل المسيلة للدموع بشارع المدارس والمصلى تمكنت القوات العمومية من إدخال المحتجين إلى الدروب والأزقة وتحرير الشارع الرئيسي أمام حركة المرور والسيطرة على الوضع في وقت بقيت بعض المواجهات في بعض الأزقة وقد تم اعتقال عدد كبير من المتظاهرين حوالي 60 شخصا حسب نفس المعطيات لكن بقي منهم فقط حوالي 11 شخصا وتم إطلاق سراح الباقين لكن البحث مازال جاريا على بعض الأشخاص. . وفي يوم أول أمس السبت عاد الهدوء نسبيا للمنطقة وظلت بعض المناوشات في بعض اللحظات تظهر ببعض الدروب لكن يتم إخمادها بشكل سريع وظلت التعزيزات الأمنية هي السمة البارزة لأول أمس السبت بعد استقدام قوات أمنية إضافية من بعض المدن القريبة خصوصا مدينة أسفي مكنت من تعزيز الطوق على المنافذ الرئيسية للمنطقة وظلت المحلات التجارية مغلقة منذ صلاة الجمعة. لقد كان يوم الجمعة غير عادي بالنسبة لساكنة سيدي يوسف بن علي الذين ظلوا يقفون دون متاعب أمام ملحقة الكهرباء لكن الجمعة السوداء كانت مغايرة ولا تتجاوب مع مطالب السكان المتعلقة بفاتورة الكهرباء سجل البعض بأن هناك صراعات وأمور خفية قد تكون وراء ماحدث في انتظار ظهور حقيقة ماوقع. وقد علمنا أنه تم بعد زوال أول أمس السبت اجتماعا بمقر ولاية مراكش مع بعض ممثلي الأحزاب السياسية من أجل تعبئة المواطنين والعمل على البحث الجماعي لإيجاد حل لمشكلة فاتورة الماء والكهرباء في أقرب وقت،إن منطقة سيدي يوسف لم تكن في حاجة لمثل ه\ه الأحداث في ظل وقت كان على الجميع أن يواصل فيه الحوار مع كل الجهات والفعاليات بالمدينة ومنها فعاليات المجتمع المدني وممثلي ساكنة المدينة بالمجالس عن طريق التعبئة والحوار من أجل أيجاد الحلول لكل المشاكل المطروحة.