قال إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إنه غير مستعد لقيادة اتحاد يدار في الدهاليز، ويعمل بلغة الكولسة واقتسام المقاعد. ونفى لشكر الذي انتخب لقيادة الاتحاد خلال الولاية الحالية، خلفا لعبد الواحد الراضي في منتدى "لاماب" أمس الثلاثاء، وجود أي صفقة بينه وبين الحبيب المالكي مقابل دعم الأخير له، وقال إنه بقي داخل المؤتمر، فيما المالكي غادر لأخذ قسط من الراحة، موضحا أن المالكي أعلن بشكل واضح وصريح مساندته له وأمام الملإ. وأضاف لشكر قائلا "لسنا في مجتمع السوق، حتى نتحدث عن المقابل، خاصة حين يتعلق الأمر بالمهام النضالية"، مشددا على أنه سيدعو كل المؤتمرين للتصويت على أعضاء اللجنة الإدارية، وهذه الأخيرة ستختار المكتب السياسي المقبل. وقال لشكر إن الأولوية ستكون لترتيب البيت الداخلي من خلال الدعوة إلى عقد مؤتمرات باقي الهياكل التنظيمية خاصة الشبيبة الاتحادية التي أشار لشكر إلى أنها تعرف مجموعة من الاختلالات. في السياق ذاته، قال لشكر إنه سيدعو إلى مراجعة جذرية لطريقة تدبير الجانبين الإداري والمالي للحزب، وأوضح أن الديمقراطية تقتضي الشفافية، مؤكدا أن المكتب السياسي المقبل لن تكون له أي علاقة بالأمور المالية والإدارية للحزب، داعيا إلى خلق إدارة مسؤولة عن مالية الحزب، ومدير مالي يمكن محاسبته، في المقابل تحاشى لشكر الحديث عن مراجعة مالية الحزب وممتلكاته، مكتفيا بالقول إنه سيحرص على وضع حدود فاصلة بين سلطة القرار، وتدبير وتنفيذ القرار. وتحدث لشكر عما أسماه معاناة المرشحين خلال المؤتمر التاسع بسبب غياب إدارة حقيقية، موضحا أنه لولا "الحرص البشري" لما كتب للمؤتمر أن يصل إلى نهايته، مشددا على أن 95 في المائة من أشغال المؤتمر انتهت وما تبقى مرتبط بالأمور التقنية التي سيتم التغلب عليها في حينها. إلى ذلك قال لشكر إن ترشيحه لم يكن ترشيح شخص، بل كان ترشيح مشروع سياسي انبنى على مجموعة من النقط في إطار ما سمي بالأرضية السياسية، وقال إن هدفه الأول هو إعادة بناء المشروع السياسي للحزب، وتقديم الأرضية الإيديولوجية مشددا على أنه يعمل من أجل بلورة أداة قوية، مجددا التأكيد على رفضه العمل بأسلوب المهادنة، وأشار في هذا الصدد، إلى ضرورة التجديد في الوسائل، إذ إن القرار السياسي سيكون للقيادة الجماعية المنبثقة عن صناديق الاقتراع التي ستكون قيادة جريئة وشجاعة وغير مجاملة، قبل أن يتدارك بالقول، إن هذا الأسلوب تلزمه بعض الدبلوماسية ليصل إلى المعنيين بالأمر. كما تحدث لشكر عن جرد ممتلكاته حين قال إنه قدمها أربع مرات سواء كنائب برلماني أو كوزير، لكنه جدد التأكيد على استعداده لتقديمها مرة أخرى إذا اتفق المكتب السياسي المقبل على ذلك. وتحدث لشكر عن أجواء المؤتمر، وقال إنها كانت جيدة ومشجعة وشهدت انبعاثا جديدا للحزب، وقال إنه تلقى التهنئة من اليازغي والمالكي والراضي وفتح الله ولعلو وبعض رفاق الزيدي الذي وصفه بالأخ العزيز، لكنه تحاشى توضيح سبب عدم تلقيه التهنئة من خصمه الزيدي مكتفيا بالقول إن التعب قد يكون السبب وراء مغادرة الزيدي قبل نهاية المؤتمر. من جهة أخرى وصف لشكر علي بوعبيد ب"المشاغب"، الذي سعى إلى توجه سياسي خاص، وقال إنه لم يتوصل بأي استقالة من طرفه، وكل ما وصله أصداء فقط، موضحا أنه أحرص على بقاء بوعبيد في صفوف الحزب، كما هاجم لشكر من وصفه بالمتحدث باسم حركة 20 فبراير، وقال إنه لن يسمح بأن يتحدث شخص يعيش في باريس باسم شباب حركة 20 فبراير الذين نزلوا إلى الساحة وطالبوا بالملكية البرلمانية، مشددا على أن عددا من شباب الحركة دعموه خلال المؤتمر وساندوا ترشيحه، وقال " أعتز بأن من انخرط وساهم هم شباب 20 فبراير، ولا حق لأحد أن يتحدث باسمهم، مشددا على من يدعي النضال يجب أن يكون داخل البلد، وليس خارجه، في إشارة إلى منتصر الساخي". وتطرق لشكر إلى قضية خالد عليوة، وقال إن الاتحاد الاشتراكي لا يقدم دعما سياسيا في مواجهة القضاء، لكنه اعتبر اعتقال عليوة تحكميا، وقال إن القضية وقع فيها تعسف، موضحا أن الاتحاد سيدافع عن عليوة من منطلق أنه أكبر ضحايا الاعتقال الاحتياطي. إلى ذلك تحاشى لشكر الحديث عن حزب العدالة والتنمية، واكتفى بالقول إنه سيعمل على توحيد اليسار لمواجهة ما أسماه القوى الرجعية، مجددا التأكيد على أن ميزان القوى اختل لصالح هذه القوى الرجعية والمحافظة. وفي حديثه عن اليسار، قال لشكر إن أصل الداء في هذا اليسار هو التشرذم، مشددا على أن توحيد اليسار هو مسألة حيوية، وقال إن كل اليسار باق، وهو متمثل في العمال والفلاحين والحرفيين و"كل من يشعر بالحرمان سيصطف مع اليسار"، مشددا على أنه لن يدعو إلى وحدة اليسار من داخل الصالونات والموائد المستديرة والاجتماعات المغلقة، لكنه سيدعو إلى وحدة قوية قادرة على مواجهة التسلط والقمع، ويسار يدافع عن الحريات الفردية والمساواة، ويحمي المكتسبات. وفي سؤال حول الأموي واليوسفي، لم يقدم لشكر جوابا شافيا، حيث قال إنهما لم يتصلا به، قبل أن يستدرك أنهما ربما اتصلا به ولم يسعفهما خط الهاتف، خصوصا أن هاتفه النقال توقف لبعض الوقت، والهاتف الثابت كان معطلا، مشددا على أنه بعدما تمكن من تشغيل هاتفه النقال وجد أكثر من ألف مكالمة، وأزيد من 700 رسالة قصيرة، وربما يكون من بين المتصلين أحد الزعيمين. وبخصوص الكتلة، جدد لشكر التأكيد على أن ما يربط الاتحاد والاستقلال هو أكبر من مجرد نقاش سياسي، بل هو تاريخ مشترك، مشددا على أن مسألة التحالفات تبقى ظرفية ومرتبطة بفترات سياسية محددة، لكنه لم يؤكد استمرار الكتلة، كما لم يذكر الحليف الثالث خلال هذا اللقاء وهو ما اعتبره المراقبون مؤشرا على عدم نية لشكر إعادة فتح ملف الكتلة خلال ولايته الحالية.