انقلاب الربيع العربي تأكد الآن للمهووسين بالربيع العربي أن الثورة كانت خدعة يديرها ساسة العالم من أجل تنصيب موالين جدد لهم بدل القدماء الذين انتهت مدة صلاحياتهم. لقد تم دس الجماعات الإسلامية وسط الحراك الشعبي ولو بشكل متأخر في تونس وفي مصر وتم ضخ الأموال من هنا وهناك من أجل دعم مرشحيهم. فقد كشفت تقارير أن الغنوشي حصل على ملايين الدولارات من إحدى الدول الراعية للربيع العربي. وطالب نواب أمريكيون بضرورة التحقيق في حصول مرسي على أموال أمريكية لدعم حملته الانتخابية عن طريق هوما عابدين كبيرة مستشاري هيلاري كلينتون وكريمة حسن عابدين السكرتير الخاص لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين. واليوم استيقظ الشباب الحالم على حقيقة الربيع العربي، وتبين أن الأحلام تبخرت وعادت تلك البلدان إلى نقطة ما قبل الصفر، ودليل ذلك أن الاحتجاجات في مصر رفعت نفس الشعارات الأولى أيام الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهل يوجد عاقل يطالب بإسقاط نظام ديمقراطي؟ أبدا. واحتجاجات مصر شاركت فيها شخصيات وازنة من الناصريين والقوميين واليساريين والليبراليين حتى لا يقول الإخوان إنهم من فلول النظام السابق. فحقيقة الربيع العربي هو ما يجري في مصر الآن من تقاطب قد يؤدي إلى معارك طاحنة بين فريقين سياسيين، واحد مع دولة الاستبداد والخلافة وواحد مع الدولة المدنية، وهناك مواجهات قتالية بدأت بين الطرفين يعلم الله وحده مدياتها. لقد ركب الإخوان موجة الربيع العربي وفي أول خطوة انقلبوا عليه ليردوا "الصرف" لجمعية تركيا الفتاة التي بدأت بالمطالبة بإصلاحات دستورية ثم أنهت الخلافة العثمانية وأسست الدولة العلمانية التي يتربع على رأسها اليوم واحد من المغرمين بزمن الغزو وقتل الشعوب من بلغار وأرمن وغيرهم في إبادات جماعية يندى لها الجبين، وعجيب أمر أردوغان عندما هدد فرنسا لما أصدرت قانون تجريم تكذيب إبادة الأرمن، ولو كان عاقلا لتبرأ من تلك الجرائم العثمانية وهو يأكل من بركات الدولة العلمانية. ففي سنة 1952 سألت مجلة المصور المصرية حسن الهضيبي، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، حول تصوره السياسي فقال في جوابه "إذا وصلنا إلى السلطة فسنمسك بها أبد الدهر"، ويوم فاز حزب النهضة التونسي، ذو التوجهات الوهابية المودرن، بانتخابات تونس كان حمادي الجبالي، رئيس الوزراء، ينتشي ببشائر الخلافة الإسلامية السادسة، والغنوشي نفسه قال للسلفيين اصبروا حتى تتمكنوا وطبقوا أفكاركم. إنها حقيقة الربيع العربي الذي تحول إلى انقلاب في تونس ومصر وإلى حالة عدم الاستقرار في اليمن وليبيا. فهلا استيقظ شباب الربيع العربي لمعرفة المخطط الحقيقي للثورات؟