يعاني قرابة أربعة ملايين مغربي يفوق سنهم العشرين من الإصابة بالسمنة الخطيرة والمرضية. وأكد بحث ميداني أجرته المندوبية السامية للتخطيط حول قياسات الإناسة والصحة البدنية بالمغرب لسنة2011 أن قرابة أربعة ملايين من المغاربة (ثلاثة ملايين وستمائة ألف) البالغة أعمارهم 20 سنة فما فوق، مصابون بالسمنة الخطيرة والمرضية وهو ما يعادل قرابة 18 في المائة من الساكنة وبالضبط 17.9 حسب البحث الوطني المذكور، وذلك من دون احتساب المصابين بهذا المرض في فئة الشريحة العمرية التي تقل عن العشرين سنة. وشدد احمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط أول أمس الثلاثاء بالرباط خلال لقاء خصص لعرض النتائج الرئيسية لهذا البحث إلى أن الإصابة بالسمنة الخطيرة والمرضية في تزايد كبير بالمغرب، وأن المعرضين إلى الإصابة بها هم من البالغين غير النشيطين. وفي الوقت الذي تعتبر فيه منظمة الصحة العالمية السمنة الخطيرة والمرضية الإصابة بمرض السمنة الخطير عندما يفوق مؤشر كتلة جسم الشخص 30، أكد أحمد لحليمي المندوب السامي للتخطيط أن السمنة بالمغرب تهم بالخصوص الأشخاص غير النشيطين ويزداد انتشارها مع التقدم في السن لدى الكبار الذكور ولدى النساء بنسبة تقارب سبعة وعشرين بالمائة وبالضبط (26.8%)، مضيفا أن احتمال إصابة الشخص غير النشيط بها يفوق مرتين احتمال إصابة الشخص النشيط. وفيما يخص الإصابة بالسمنة المرضية والخطيرة بين مدن وقرى المغرب أكد الحليمي أن هذه الآفة تطال 21.2 بالمائة من البالغين في الوسط القروي. وحسب الحليمي فإن المواطنين المغاربة الكبار لا يعانون من النحافة إلا بشكل هامشي حيث أن ظاهرة السمنة الخطيرة والمرضية تتزايد مع انتشار ظاهرة الأسرة النووية وتتغير حسب المستوى الدراسي. وارتباطا بعلاقة انتشار السمنة باختلاف الأسر أوضح لحليمي أن البالغين المنتمين لأسر تتكون من شخص واحد أو شخصين معرضون للإصابة بالسمنة بمرة ونصف مقارنة مع البالغين أفراد الأسر المكونة من ثمانية أشخاص٬ مضيفا أن السمنة الخطيرة والمرضية تتغير أيضا حسب المستوى الجهوي للاستهلاك الفردي. الى ذلك أبرزالحليمي أن العلاقة القائمة بين تحسن مستوى الصحة والتغذية بالمغرب وتحسن ظروف ومستويات العيش هي أمر واضح تم التحقق منه من خلال قياس الفقر متعدد الأبعاد بالمملكة. ويشير البحث في هذا الصدد إلى تقليص الفقر المتعدد الأبعاد إلى ما يناهز الثلثين ما بين سنتي 2004 و2011، حيث "تم القضاء عليه بصفة شبه نهائية بالوسط الحضري٬ وهو يظل اليوم ظاهرة قروية". ويمكن البحث الوطني حول القياسات الإناسية الذي بلغ حجم عينته 10 آلاف و426 أسرة٬ من تحيين مؤشرات الفقر متعدد الأبعاد٬ مع تقييم الحالة الصحية وحالة التغذية للأطفال والبالغين. من جانب آخر، وفيما يخص صحة وتغذية الأطفال المغاربة أكد الحليمي بصدد الدراسة التي أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط حول قياس الإناسة لسنة 2011، أن الأطفال المغاربة دون سن 5 سنوات سجلوا تحسنا ملموسا على مستوى الصحة والتغذية. وحسب المصدر ذاته فإنه تم تسجيل هذا التحسن بشكل أكبر لدى الأطفال الذي يعيشون في الوسط الحضري وخاصة الذكور منهم. وأضاف لحليمي أنه تم قياس مستوى الصحة والتغذية لدى الأطفال عن طريق مؤشرات النقص في الوزن حسب السن٬ ونقص الطول حسب السن ونقص الوزن حسب الطول. وأشار البحث إلى تقلص على مستوى مؤشر نقص الوزن حيث انتقل من 9.3 بالمائة سنة 2004 إلى 3.1 سنة 2011، وهو المؤشر الذي يقل عن 16 بالمائة (المعدل العالمي) و18 بالمائة (معدل الدول في طريق النمو). وأضاف الحليمي أن مؤشر النقص في النمو (الطول) سجل٬ من جانبه٬ انخفاضا بنسبة 16.5 بالمائة٬ فيما تراجع مؤشر النقص في الوزن حسب الطول إلى 3 بالمائة٬ موضحا أن هذه المؤشرات تظل منخفضة عن المعدلات العالمية وتلك المسجلة بالدول السائرة في طريق النمو. وأبرز أن هذه النتائج الإيجابية تعزى إلى التحسن في المستوى الدراسي للوسط الأسري وخاصة المستوى الدراسي للأم٬ وظروف عيش الأسر الفقيرة.