استفادت صادرات الفوسفاط المغربي من الاحتجاجات الاجتماعية بتونس التي تعتبر خامس أكبر دولة منتجة للفوسفاط في العالم، بعدما فقدت 80% من الإنتاج بسبب هذه الاحتجاجات الاجتماعية، مما أثر على حجم تزويدها للأسواق العالمية بهذه المادة والذي كان له انعكاس على أسعارها العالمية، وهو الوضع اللذي استفاد منه المغرب حيث ارتفع إنتاج الفوسفاط بنسبة 1,1 في المائة، بفعل تحسن حجم الصادرات بنسبة 18 في المائة، وارتفاع أسعار الفوسفاط على المستوى العالمي. ويتوقع أن تعرف صادرات الفوسفاط ومشتقاته نتيجة إيجابية في حدود 1.8 في المائة قبل نهاية العام الجاري. يأتي هذا بعدما توقف استخراج الفوسفاط بشكل كامل في تونس بسبب تفاقم الاحتجاجات الاجتماعية في مناطق الإنتاج بكل من مدن الرديف والمتلويوالمظيلة وأم العرايس التي تشكل الحوض المنجمي. وقطع محتجون المياه عن مغاسل الفوسفاط في المتلوي وأم العرايس والرديف للمطالبة بوظائف في "شركة فوسفاط قفصة"، وهي المشغل الرئيسي لليد العاملة في ولاية قفصة التي تصل معدلات البطالة في بعض مناطقها إلى 50%. وفي المظيلة عطل عمال عرضيون إنتاج الفوسفاط ونقله للمطالبة برفع رواتبهم وتثبيتهم في وظائفهم بشركة فوسفاط قفصة. وفي المتلوي أضرب سائقون عرضيون لشاحنات نقل الفوسفاط للمطالبة بإدماجهم في الشركة نفسها. ويعتبر المغرب ثالث منتج عالمي للفوسفاط وأول مصدر لهذه المادة إذ يتوفر على %75 من الاحتياطي العالمي الذي يتوزع بنسب متفاوتة بين أربع مناطق أساسية وهي : بن جرير وبوكراع وخريبكة واليوسفية. فيما يختزن باطن الأرض المغربية ثلثي الاحتياطي العالمي من الفوسفاط، ويتوزع هذا الاحتياطي بنسب متفاوتة بين أربع مناطق هي : أولاد عبدون، كنتور، واد الذهب ومسقلة، هذه الأخيرة لم تفتح بعد للاستغلال. يوجد الفوسفاط بكميات كبيرة في الطبيعة وغالبا ما يكون على شكل أنه الفوسفور الأبيض وهو سام جدا ويحترق بسهولة في الهواء.