سبق لبنكيران أن قال في إحدى خطاباته الشعبوية بضواحي مكناس مباشرة بعد تعيينه رئيسا للحكومة ،"أن الله أراد للمغاربة أن تكون لهم حكومة من حزب العدالة والتنمية " يعني أن هذه الحكومة التي يقودها زعيم "البيجيدي" ستعوض المغاربة عن معاناتهمفي ظل حكومات سابقة وأنها تختلف عنهم و ستأتي(لهم) بالخير الوفير إلى حد أبواب بيوتهم و ستستل السيف من غمده لمحاربة الفساد في البلاد وتمنح الأرامل صدقة من بيت مال الدولة كي لايمددن أياديهن إلى المحسنين وان حتى المعطلين والعاطلين عن العمل سيكون لهم صندوق الدعم و سيتوصلون على رأس كل شهر ب "الشوماج" وان الذين يعملون في جميع القطاعات لن تنزل أجورهم عن سقف ثلاثة آلاف درهم وان نسبة النمو كما جاء في برنامج حزبه سيكون في 7بالمئة ونسبة العجز ستتقلص إلى نسبة 8،4 بالمئة و(وا وات ) كثيرة من الوعود المعسولة ،جاء بها بنكيران حتى بدا وكأنه نزل من السماء لينقد هذه البلاد من الطوفان .لكن الذي وقع،وبعد أن أصبح يرى الشعب من وراء زجاج مكتبه بالوزارة الأولى جمع كل الأرقام السابقة وألقاها في سلة المهملات وتفرغ لمنطق" العصا لمن عصى "فكان أول ما فعله زاد في أسعار المحروقات وأشعل النارفي أسعار المواد الإستهلاكية ،وأضاف ضرائب جديدة على أجور الموظفين البسطاء...هذا في الوقت الذي تسامح فيه مع الفساد وعفا عليه وترك المعطلون وجها لوجه مع الزرواطة و(رزقهم على الله) ول"الهجالات" أن يمتن ب"الفقصة"إلى أن يلتحقن بأزاجهن في دار البقاء ،وأكثر من ذلك أصبحنا نرى على عهده كيف باتت طرقنا تذهب بأرواح المواطنين بالعشرات في حاثة سير واحدة ،والبيوت تسقط على أهلها وهي منازل شبيهة بمنزل شاعر يدعى "الحمامي" وصفه بقوله "ودار خراب نزلت بها /كأني نزلت على القارعة /أخشى إن قرأت إذا زلزلت /أن تقرأ(هي) الواقعة" بل حتى حيطان المساجد رأينا كيف أصبحت تنهار على المصلين وتقبرهم تحت الركام وهم سجد ركع.