اتهم أحمد عصيد الباحث في الفن الأمازيغي جهات وصفها بالظلامية، بمحاربة فن أحيدوس بدعوى تشجيعه على الاختلاط، وقال عصيد في تصريح ل"النهار المغربية"، إن هذه الجهات التي تتشكل من إسلاميين سلفيين ونشطاء في العدل والإحسان ومنتسبون للعدالة والتنمية، كونت جبهات لمواجهة ما أسموه محاربة الرذيلة والاختلاط في أعراس الأطلس المتوسط، حيث كثفت تحركاتها خلال الشهور الثلاثة الأخيرة لترهيب الناس تارة وترغيبهم عبر تقديم مساعدات مادية، من أجل إلغاء حفلات أحيدوس من أعراسهم، وتعويضها بفقهاء يستقدمونهم لهذا الغرض من أجل قراءة القرآن، ووفق تقارير من عين المكان، وقال عصيد إن هذه الجماعات تتحرك في كثير من المناطق تحت غطاءات مختلفة، موضحا أن عددا من سكان المناطق المستهدفة رفضوا الانصياع لرغبات هذه الفئات، خصوصا أن الأمر يتعلق بتراث أمازيغي يعود لقرون خلت. ورسم أمازيغيون ناشطون في حقل الفن الأمازيغي صورة قاتمة لوضعية الفن الأمازيغي المهدد بالانقراض، وذلك بسبب تنامي دعوات تهميشه، وقالت المصادر إن الهجوم على الثرات الأمازيغي تنامي خلال الشهور الأخيرة، بشكل دعا هؤلاء الناشطون إلى المطالبة جبهة وطنية لحماية التراث والفن الأمازيغيين. وحذرت المصادر ذاتها، من مغبة ركوب موجة العنصرية العرقية، وقالت إن الأمر يتعلق بثقافة وطنية، متجذرة في المجتمع المغربي، ثقافة لها رصيد لغوي ومعرفي كبير، ومصنفة ضمن الثرات الإنساني العالمي، مشددة على أن الثقافة الأمازيغية هي مكون أساسي من مكونات الحضارة المغربية التي سبقت الإسلام بآلاف السنين. وحذرت المصادر ذاتها، مما أسمته اللعب بنار التفرقة، متهمة جهات داخل الأغلبية بتشجيع التطرف والعنصرية وإذكاء روح التفرقة بين المغاربة، بدعوى محاربة الاختلاط، وأوضحت المصادر ذاتها أن حفلات أحيدوس وأحواش هي جزء من الرصيد الثقافي المغربي، وطالبت في المقابل بدعم الدراسات الأكاديمية التي تبحث في هذا الرصيد بكل تجرد، مشددة على أن ما يجمع المغاربة أكثر مما يفرقهم، وأن تناسل دعوات محاربة الفن الأمازيغي تذكي نزعات شوفينية، لا علاقة لها بالإسلام.