اتهم عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، حكومة عبد الإله بنكيران بالاشتغال بخلفية حزبية أكثر منها، حكومة تمثل جميع المغاربة وأنها تتحمل المسؤولية الكاملة التي تتطلب من المسؤول أن يكون، فعلا، مسؤول وأن يكون بعيدا عن القول بدون فعل وأن ينطلق من الواقع ومن أرقام مبنية على دراسات ومعطيات صحيحة، مؤكدا أن حكومة بنكيران، لا في فترة الانتخابات ولا بعد تنصيبها، أطلقت تصريحات عديدة اعتبرناها إيجابية، وبعد أيام قليلة تأتي بما يناقض ذلك، مطالبا بنكيران بأن ينطلق من الواقع ومن أرقام مبنية على دراسات ومعطيات صحيحة، مؤكدا أنه لم يستوعب بعد السلطات التي منحها له الدستور المعدل. وأضاف العزوزي في حوار له مع "النهار المغربية" ستنشره يوم الإثنين المقبل، أن المؤشرات الأولى للعمل الحكومي بعد هذه المدة تؤكد وجود نوع من الإحباط لدى الشباب المغربي بصفة خاصة، والذي كان يأمل أن تشعره هذه الحكومة بأننا ننتقل إلى مرحلة أخرى، خاصة أنها جاءت بعد دستور معدل ومميزات أخرى رافقت هذا التعديل بالإضافة، إلى واقع عربي متحرك، لكن مع الأسف يضيف العزوزي تبين من خلال هذه المؤشرات الأولية. وأكد العزوزي أنه لما تم تعيين رئيس الحكومة، كان له لقاء عام معه، في إطار المجاملة والتعارف، ثم جاءت لقاءات أخرى رسمية وغير رسمية. طرحت فيه الفيدرالية ملفات مستعجلة، وأكدت خلالها لابد من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أبريل 2011، فالتزم رئيس الحكومة، يضيف، بذلك كما التزم وزراؤه المعنيين، بكل ما هو وارد في الاتفاق غير أنه لحد الآن يضيف العزوزي، لا شيء وقع، معتبرا أن هذا التسويف لا يشجع على خلق جو من الحوار ولا يبشر بأفق واضح. وأكد أن هناك مؤشرات عديدة بين الممارسة، والتصريحات وما يناقضهما من قبيل الزيادة في الحد الأدنى للأجور، وسبعة بالمائة بخصوص النمو وغير ذلك مما جاء في التصريح الحكومي. وأضاف العزوزي أن نقابته لن تصمت على أشياء هي من حقوق الطبقة العاملة، مراعاة الإكراهات والصعوبات والظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد، ولولا ذلك لكان شكل آخر، مؤكدا أنه لا يقبل على سبيل المثال، أن يعلن رئيس الحكومة عن محاربة الفساد، ثم يظهر بكلام آخر يوحي بأنه غير قادر، أو لا يريد الاصطدام بجهة معينة وهذا عمل يحط من قيمة المؤسسات التي عززها الدستور المعدل، فرئيس الحكومة بعمله هذا وكأنه يقول للمغاربة، أنهم لا يستحقون ذلك.