قال عبد الحفيظ فهمي المنسق الوطني لشبكة أصدقاء التشغيل والمبادرة بالمغرب، إن أكثر من 1500 مقاول شاب أصبحوا على حافة الإفلاس، بعدما تعرضوا لصعوبات مالية أثرت على وضعية مقاولاتهم، وأكد فهمي الذي يشغل مدير المركز المغربي لأبحاث التشغيل، أن عشرات من المقاولين معرضين للسجن والمتابعات القضائية، وفيهم من قضوا عقوبات حبسية، أو متابعين في حالة سراح، موضحا أن حكومة بنكيران تخلت عنهم، وتركتهم يواجهون مصيرا غامضا، وأشار فهمي، الذي كان يتحدث باسم الشبكة التي تأسست قبل شهر وتضم أكثر من 20 جمعية عبر التراب الوطني، إلى أن الشبكة قررت بعث رسالة تحذيرية إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قبل اعتماد مجموعة من الخطوات التصعيدية التي ستنسف مشروع التشغيل الذاتي برمته. ووصف فهمي وضعية المقاولين المغاربة بالكارثية، وقال إنهم ضحايا "الرزق على الله" وهي الجملة التي أطلقها بنكيران للرد على الأطر العليا المصرين على الوظيفة العمومية، مؤكدا أن المسألة تهم شبابا مغاربة آمنوا بالمبادرة الحرة كحل لأزمة التشغيل، قبل أن يكتشفوا أنهم تحولوا إلى مشاريع مجرمين ستحتضنهم السجون المغربية آجلا أو عاجلا، موضحا أن المقاولين الشباب هم ضحايا سياسة التشغيل الذاتي التي أطلقت منذ سنوات قبل أن يعتمدها حزب العدالة والتنمية في برنامجه الانتخابي من خلال ثلاثة عناوين رئيسية وهي التأطير والمبادرة والهيكلة، واصفا مبادرة الحزب بأنها نوع من الغباء غير المفهوم، خصوصا أنها قامت على معطيات غير مضبوطة، بل ووهمية. وقال فهمي إن الشبكة تحمل مخططا سينسف مشروع التشغيل الذاتي في العمق، موضحا أن هناك تفكيرا جد متقدم بتأسيس قناة تلفزيونية على الإنترنيت لفضح سياسة الحكومة في هذا المجال، وأضاف فهمي أن المشروع سيكون موجها أساسا إلى الأسر المغربية التي تكبدت مشاق توفير السيولة المالية لأبنائها من أجل إقامة مشاريع مذرة للدخل، موضحا أن كثيرا من الأسر المغربية لا تعرف حجم المعاناة التي يتكبدها أبناؤها من أجل البقاء على قيد الحياة، مشددا على أن بعض ضحايا التشغيل الذاتي والمبادرة الحرة، تحولوا بقدرة قادر إلى متشردين يتسولون ثمن قهوة الصباح. وأضاف فهمي أن الشباب المغربي مؤمن بأن الرزق على الله، لكن المسألة بالنسبة للحكومة الحالية ليست سوى نوعا من التنصل من المسؤولية، مشددا على أن ممثلين عن المقاولين الشباب سبق أن اجتمعوا مع نجيب بوليف وزير الشؤون العامة والحكامة، قبل أن ينشغل بملف المقاصة على حد تعبير فهمي، الذي قال إن بوليف أغلق أمامهم جميع الأبواب بعد أن أشبعهم وعودا من خلال أجوبته التي يرسلها عبر البريد الإلكتروني أو عبر الفاكس، وأضاف أن الحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني، سبق له أن جالس عددا من ضحايا التشغيل الذاتي، لكن دون جدوى، موضحا أن الأمر يتعلق بحكومة لا تتقن سوى الكلام وخطاب الشعبوية البعيد عن الواقع المعيش. وأوضح فهمي أن الشبكة تفكر في مجموعة من المبادرات التصعيدية في حال استمر صمت الحكومة، من بينها الإاتصال بالاتحاد الأوروبي الذي يقدم مساعدات مهمة للمغرب في إطار دعم مبادرة التشغيل الذاتي، التي حولت مئات الشباب المغاربة إلى أشباه معتقلين، موضحا أن الأمر يتعلق بشباب حاصلين على شهادات عليا لكنهم وجدوا أنفسهم بين كماشة السجن وفي أحسن الأحوال التشرد والضياع، موضحا أن عددا من المقاولين الشباب في مراكش تعرضوا للإفلاس مؤخرا بعد موجة الحرارة التي ضربت المغرب، والتي أضرت بمنتوجاتهم الزراعية، وقال فهمي إن الوضعية الراهنة تبعث ليس فقط على الارتياب ولكن على الخوف من وضع غامض ستكون له تبعات خطيرة مستقبلا.