أعطى عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تعليماته لمناضلي الحزب قصد استقطاب أعضاء الجماعات المحلية خصوصا في المناطق التي يكون فيها نفوذ الحزب ضعيفا وذلك من أجل التهييء للانتخابات الجماعية والجهوية المقبلة باعتبارها القاعدة الخلفية لانتخاب أعضاء مجلس المستشارين، الذي مازال يشكل عقدة لرئيس الحكومة حيث لا يتوفر فيه على أغلبية مثلما هو الشأن بالنسبة للغرفة الأولى. ووجه بنكيران أتباعه إلى ضم أصحاب المال والنفوذ، وكان بنكيران قد واجه انتقادات واسعة داخل حزبه بخصوص تأجيل تاريخ الانتخابات إلى السنة المقبلة، وحاول بنكيران إقناع أتباعه بأن تأجيل الانتخابات ستكون فيها فائدة للحزب حيث سيكون لديه متسع من الوقت لاستقطاب أعضاء الجماعات وضم رجال الأعمال وأصحاب النفوذ. ويعول بنكيران على هذه الاستراتيجية قصد حماية رصيده الانتخابي بعد تراجع أسهمه في بورصة الاقتراع بعد خمسة أشهر من توزيع الكلام الخاوي وبعد الزيادات الصاروخية في أسعار المحروقات. وبدا واضحا في كثير من مناطق المغرب أن حزب العدالة والتنمية بدأ يستغل موقعه في الحكومة من أجل استقطاب أعضاء جدد من الجماعات المحلية ومن أحزاب أخرى، مستعملا رمزية وجوده في رئاسة الحكومة مقدما الكثير من الوعود، وهي طريقة تم تجاوزها مع العهد الجديد وينبغي تجاوزها أساسا بعد إقرار الدستور الجديد ودخوله حيز التنفيذ. وكان عبد الله باها، عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية ووزير الدولة في حكومة بنكيران، قد أكد أن الحزب لا يراهن على عدد معين من المنخرطين، في إطار الاستعداد للاستحقاقات المقبلة، موضحا أن مشكل العدد غير مطروح بالنسبة إليهم، معتبرا أن الذين يحجون إلى حزب المصباح، للانخراط في هياكله، يصعب إحصاؤهم، لأنهم في تزايد مستمر. ويستعمل حزب العدالة والتنمية أساليب كثيرة في عملية الاستقطاب وعلى رأسها اعتماده على القاعدة الدعوية لحركة التوحيد والإصلاح، التي يعتبر الحزب أحد أدواتها التنفيذية، ويعتمد الأعمال الخيرية التي تجعل من الجمعية أداة لضمان الناخب الزبون وأضاف إليها اليوم رئاسته للحكومة.