كشفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قبيل منتصف نهار أول أمس السبت بالبيضاء على أن خلية “حركة المجاهدين بالمغرب”، بزعامة "أميرها" الجديد عبد الرزاق سوماح التي تم تفكيكها في الخامس من ماي الجاري، كانت تستهدف أمن البلاد وزعزعة استقرارها عن طريق ضرب مصالح أمنية وأخرى اقتصادية في مقدمتها المؤسسات البنكية لضمان تمويلاتها. وقال عبد الحق خيام رئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في ندوة صحافية لتسليط الضوء على الأسلحة المحجوزة وذات الارتباط بالخلية المذكورة، إن سلسلة من الحوادث من ضمنها جثة علي البوصغيري التي تم اكتشافها مدفونة بطريقة سرية في ضيعة بسوق أربعاء الغرب شكلت إحدى الخيوط الرئيسية لتفكيك الخلية التي وصل عدد أعضائها إلى خمسة عشر يوجدون قيد التحقيق والبحث عن مشتبه فيهم آخرين لهم صلة بنفس التنظيم، كما شكلت أيضا خيطا رفيعا للتمكن من حجز أسلحة هذه الخلية في كل من تيفلت وسبع عيون، وهي الأسلحة التي كانت الخلية تنوي استعمالها في عملياتها التخريبية داخل المملكة. كما أكد أن تقديم أحد المشتبه فيهم بالانتماء إلى الجماعات الإرهابية في فبراير الأخير كان وراء اكتشاف جثة علي البوصغيري في ضيعة سوق أربعاء الغرب. وشدد خيام على أن اعتقال علي عراس الرئيس السابق للجنة العسكرية والتمويل الخارجي لحركة المجاهدين بالمغرب قبل أكثر من عام من الآن، قاد أبحاث الفرقة الوطنية بتنسيق مع النيابة العامة المكلفة بالإرهاب إلى تفكيك ما تبقى من خلايا حركة المجاهدين بالمغرب بقيادة أميرها الوطني الجديد، عبد الرزاق سوماح، كما قاد إلى أن الأمراء المفترضين للمناطق التابعة للتنظيم ظلوا يعملون في السرية لما يفوق الثلاثين عاما، قبل أن يقعوا بناء على تتبع الخيوط التي كشفها علي عراس، الذي تربى في خلية بروكسيل في عهد القائد الروحي والتاريخي للتنظيم عبد العزيز النعماني، إلى جانب عبد القادر بلعيرج، ومحمد النكاوي. وأوضح اللقاء الصحافي للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أن الأسلحة المحجوزة في كل من تيفلت وسبع عيون تم إدخالها إلى المغرب من طرف قياديي “حركة المجاهدين بالمغرب” على دفعتين وفي مرحلتين، أهمها سنة 2005، بمساعدة الجزائري "بنعتو" عن طريق عمليات تهريب مصدرها أوروبا وعلى رأسها العاصمة البلجيكية بروكسيل. واتضح أيضا أن هذا التنظيم تمكن من شراء الأسلحة وتمويل تحركات أتباعه، انطلاقا من عائدات مشروع تجاري خاص بهم موجود في بلجيكا، وأيضا من خلال محل تجاري بمدينة طنجة، ومشاريع فلاحية في منطقة الغرب. وأكد خيام في معرض حديثه على تنوع مصادر تمويلات التنظيم مشددا على حجز مبلغ سبعة عشر ألف أورو بحوزة الأمير المفترض الجديد للتنظيم، عبد الرزاق سوماح، أثناء إلقاء القبض عليه، مشيرا إلى أن الأبحاث والتحقيقات أفادت، بأن التنظيم يستعين في تمويلاته لشراء الأسلحة وتمويل تحركات أتباعه من مشروع/ محل تجاري بمدينة طنجة ومشاريع فلاحية مع شركاء، منها مشروع للعسل في ضيعات بمنطقة الغرب، ومنها الضيعة التي تم فيها الكشف على جثة "أمير" التنظيم الأسبق مدفونة، وهو الذي ظل موضوع بحث مند 2003 إلى أن توفي في 2009، حسب اعترافات بعض عناصر الخلية، بعد مرض لم يسعفه، في الوقت الذي لم يكن بمقدور من معه في الضيعة بحمله إلى أي مستشفى للعلاج تحت هاجس الخوف من افتضاح الأمور. وفيما يخص أسلحة التنظيم المحجوزة في كل من تيفلت وسبع عيون فقد أكدت الفرقة الوطنية أنها تراوحت مابين أربعة مسدسات أوتوماتيكية رشاشة من نوع "بارا بينيوم" من عيار تسع مليمترات وذات أرقام مختلفة، وثلاث مسدسات نصف أوتوماتيكية منها "ماغنوم- ريفولفير" بالرحى، قوي الدفع ومسدس من نوع "غيرنيكا"-3000، إسباني الصنع، من دون خزينة ولا صفيحتين ومسدس ثالث تم إخفاء معالم بياناته لدواعي احترازية من التنظيم، إضافة إلى بندقية صيد كارابين- سانتيتيان عيار 5.5 ملم وثلاث خزنات لتعبئة الخراطيش وأربع وسبعين خرطوشة من عيار 9 مليمترات وثلاثين خرطوشة من عيار 7.65 ملمترا، تم حجزه مخبأة بعناية بإحدى الضيعات في تيفلت، فيما تم في سبع عيون حجز مسدس ناري من نوع vzorr70 l تشيكوسلوفاكي الصنع عيار 7.65 و16 خرطوشة من نفس العيار، وهي كلها أسلحة تصنف في الأسلحة الحربية وخطيرة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.