اقترح المجلس الاقتصادي والاجتماعي على حكومة بنكيران تشغيل الشباب العاطلين الحاملين للشهادات بالانتداب لمدة تتراوح بين 6 أشهر وسنة قابلة للتجديد مقابل أجر شهري، والاستفادة من التغطية الاجتماعية مع تسليم المعني بالأمر شهادة تعطيه حق الأولوية في التوظيف أثناء اجتياز المباريات المنظمة لولوج الوظيفة العمومية. كما سجل المجلس نفاذ صبر االشباب مؤكدا أنه للشباب إدراك أخطر بوضعيتهم أكثر مما تصرح به الإحصائيات المتوفرة وضعف اهتمام الشباب بالمقاولات، فلقد تضمنت مقترحات المجلس الاقتصادي والاجتماعي إلى حكومة بنكيران لتشغيل الشباب حاملي الشهادات، وضع عقد عمل ذو منفعة عامة واجتماعية يمنح الشباب الخريجين من الجامعات والمعاهد العليا، إمكانية الانخرط في الميدان الاجتماعي ضمن منظمة ذات هدف غير مادي تضطلع بمهمة اجتماعية أو ذات منفعة عامة وذلك من أجل إكسابهم تجرية مهنية. ويتعلق الأمر بتطوير شكل جديد من أشكال العمل المواطن خاصة مع الجماعات الترابية. ويمنح للشاب الخريج بموجبه "انتدابا" محددا ومصادقا عليه وخاضعا للمراقبة. علاوة على ذلك، يرتقب في هذا الإطار الحفاظ على المرونة الكافية بهذه الصيغة كي تتيح للمستفيد إمكانات الخروج قبل الأجل المحدد. وينبغي لهذه المهمات، التي تدوم لمدة 6 أو 9 أو 12 شهرا قابلة للتجديد مرة واحدة، أن تهم مشروعا تنمويا لصالح المؤسسة المستقبلة، ولا ينبغي لها بأي حال من الأحوال أن تحل محل منصب شغل قار. ويتقاضى الخريج أجرا شهريا يتم الاتفاق عليه مع مؤسسة الاستقبال، وتموله الدولة جزئيا أو كليا، إضافة إلى استفادته من التغطية الاجتماعية. أما المهمات التي يمكن اقتراحها عبر هذه العقود يضيف تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي فتغطي حيزا واسعا من المجالات، من قبيل محاربة الفقر والهشاشة وحماية البيئة والتربية ومحاربة الأمية والنهوض بالتراث الثقافي والتاريخي، وغير ذلك من الميادين. وسيكون بإمكان عقود العمل ذات المنفعة العامة والاجتماعية، يضيف المجلس الاقتصادي والاجتماعي تحقيق إدماج اجتماعي - اقتصادي لفائدة الأشخاص في وضعية صعبة، تسهيل إدماج المعاقين في عالم الشغل والمساعدة على إعادة إدماج السجناء. وعند انتهاء مدة الانتداب - وعلى أساس تقييم من مؤسسة الاستقبال - يتم تسليم شهادة إلى الخريج الشاب، تعطيه حق الأولوية - عند تساوي الكفاءات - في التوظيف أثناء اجتياز المباريات المنظمة لولوج الوظيفة العمومية. ويمكن التفكير فيما بعد في المصادقة على المكتسبات المترتبة على تلك التجربة، والاعتراف بها عبر شهادة تسلم إلى المعني بالأمر. بالموازاة مع المهمة ذات المنفعة العامة، يستفيد الخريج الشاب من خدمات الوساطة من أجل البحث عن عمل، وهي تتضمن على الخصوص تكوينا ملائما (تحرير السير الذاتية ورسائل شرح الدوافع، ومقابلات التوظيف وغير ذلك)، وتوفير المعلومات حول فرص الشغل التي تطابق تكوينه ومؤهلاته. وتتكفل هيئة عمومية وطنية (كالوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، في إطار توسيع مهامها، لجنة مكونة من عدة وزارات، جمعية، مجموعة ذات نفع عام)، مزودة بشبكة من المحطات الجهوية والمراسلين في مؤسسات التكوين العالي، بتسيير وتدبير الآلية. ويوكل إلى هذه الهيئة على وجه الخصوص: الترخيص لبنيات الاستقبال والمصادقة على مهمات الانتداب المقترحة، علما أن هذه المصادقة يجب أن تتم بطريقة جماعية، ومد الروابط بين الخريجين الشباب طالبي المناصب وبين بنيات الاستقبال، ثم إعطاء صيغة نمطية واحدة للعقد ذو المنفعة العامة والاجتماعية الرابط بين الشاب الخريج وبين بنية استقباله وتسليم الشهادات للخريجين الشباب عند انتهاء مهمة الانتداب ثم إنعاش وتتبع الآلية بانتظام.