"إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، فهذه الآية الكريمة، تنطبق على العميل ثلاثي الأضلاع الذي يستغل أي حادث مهما كان بسيطا من أجل اختلاق أخبار كاذبة، والنفخ في الأرقام، وتقديم معطيات تملى عليه من طرف أسياده، وبطبيعة الحال وحتى ترضى عنه الجهات التي تدفع له عند نهاية كل شهر فهو مستعد للقيام بكل الأعمال الدنيئة التي يمكن أن يتصورها إنسان عاقل، لأن الحقد يمكن أن يتحول إلى غل وعداء لكل ما هو مغربي. وما بين تازةوبني ملال، وجد العميل المرابط الفرصة سانحة لنفث سمومه، وتهويل ما حصل عله يحصل على ترقية جديدة، فكلما ضرب تحت الحزام كلما تضاعفت سخافات المخابرات الجزائرية، التي تتابع عن كثب التطورات التي تعرفها الساحة السياسية في المغرب، والتحولات العميقة التي يعرفها البلد، والتي يرتاب العسكر الجزائري من أن تهب نسائمها على بلدهم الذي يحكم بقبضة من حديد. فأحداث بني ملال وإن كنا نعتبرها مؤسفة وأليمة، فإننا متأكدون أنها نتاج جهات تركب على احتجاجات الشارع من أجل إشعال فتيل الفتنة، وهو ما يستغله المريض المرابط من أجل تحوير الحقائق وتقديمها كأنها وقعت فعلا، ولا يخجل من فبركة الصور إرضاء لأولياء نعمته الذين لا يتصورون مغربا مطمئنا وآمنا، والأكيد أن هذه الصور التي نشرها العميل في مزبلته الإلكترونية التي وضعها رهن إشارة أولياء نعمته أخذها من أحداث إرهابية سابقة وقعت بمدينة الدارالبيضاء، وهو ما يجب التصدي له بكل قوة وحزم حفاظا على صورة المغرب وسمعته الأمنية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون محط مزايدة من أي طرف من الأطراف. والغريب في الأمر، أن العميل المرابط لم يتحدث عن الإصابات التي وقعت في صفوف رجال الأمن، وكأنهم إسرائيليون، مع أن كل المعطيات أكدت إصابة أكثر من 30 رجل أمن بسبب الحجارة التي كان يقذف بها جماعة من المشاغبين الذين يقف وراءهم سلفيون يريدون إحراق المغرب وتحويله إلى بؤرة جديدة. إن أمن المواطنين، ليس لعبة في يد جهات تحاول أكل الثوم بأفواه المواطنين البسطاء الذين لا تتعدى مطالبهم توفير العيش الكريم، وهي مطالب غالبا ما يتم استغلالها من قبل كثير من الجهات لإشعال الفتنة، وتحويل الشوارع إلى حمامات دم، وهذه الجهات تجد في غالب الأحيان من يروج لها، وذلك لحاجة في نفس يعقوب، والواضح، أن أمثال العميل المرابط الذي فضل أن يضع نفسه رهن إشارة المخابرات الإسبانية والجزائرية، لا يتورعون في الكذب على المواطنين، خدمة لأغراض دنيئة أساسها المال القذر الذي يحصلون عليه، من أجل توفير ثمن كل تلك الموبقات التي يرتكبونها صباح مساء، لقتل ضميرهم الذي تحول إلى جلاد يكوي جلودهم النتنة التي تكاد تتعفن من فرض ما علق بها من أوساخ.