"يتمسكنون حتى يتمكنون" بهذه العبارة علق أحد أعضاء تنسيقية حركة 20 فبراير على موقف جماعة العدل والإحسان، بعد الضجة التي أثارتها الجماعة حين وصفت نساء الحركة بالعاهرات، ووصل الأمر حد صفع إحداهن، وهي محامية من طرف أحد العدليين، خلال جمع عام لتنسيقية 20 فبراير ليوم 24 أكتوبر الماضي بمقر "السيديتي"، الإخوان في جماعة عبد السلام ياسين لم يجدوا بدا من ممارسة سياسة خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام، خصوصا بعد قرار التنسيقية فك الارتباط مع العدل والإحسان التي مارست سياسة التكفير في حق باقي مكونات الحركة التي يبدو أنها دخلت مرحلة الموت السريري، قبل الإعلان الرسمي عن وفاتها. الذين تابعوا مجريات ما يقع حاليا داخل كواليس حركة 20 فبراير، قالوا إن حالة من الهلع والخوف أصابت جماعة العدل والإحسان التي أحست بالخطر المحدق، خصوصا أن فك الارتباط يعني فقدان الثقة في الحركة ككل، التي ظل العدل والإحسان يغلفها بمجموعة من الشباب في محاولة لمنحها بعض المصداقية، وهو ما جعل العدل والإحسان تقرر عدم إبداء أي رد فعل كيفما كان حجمه من الهجوم العنيف الذي تتعرض له الجماعة هذه الأيام. سياسة "التمسكين" التي تجيدها الجماعة بامتياز، يبدو أنها لن تنفع هذه المرة، خصوصا أن أعضاء حركة 20 فبراير عبروا عن رفضهم الكامل الخروج إلى جانب العدل والإحسان، وهو الأمر الذي جعل قياديين في الجماعة يكثفون وساطاتهم لاحتواء الأزمة الراهنة التي خلطت أوراق عبد السلام ياسين الذي مازال يبشر بالقومة، قبل أن يعصف بجماعته تسونامي الغضب، وهو الأمر الذي واجهته الجماعة بالغياب عن الاجتماعات والتواري عن الأنظار مع الاتصال بشباب 20 فبراير لإقناعهم بالتصالح ومواصلة النزول إلى الشارع سوية. "الوضع لم يعد يحتمل"، هكذا علق أحد الشباب وهو يتحدث عن جماعة العدل والإحسان التي ظلت تمارس وصايتها على الحركة قبل أن تقرر أخذ زمام المبادرة، وترك الشباب الحالم وراءها، على اعتبار أن هؤلاء الشباب لا يصلحون لممارسة السياسة، وهو الأمر الذي زكاه المتحدث بالحديث عن اعتداء الجماعة على نعيمة الكلاف، التي قال المتحدث عنها إنها كانت ضحية شوفينية مريضة تخلط بين الصواب والخطأ.