وصفت مجلة جون أفريك الصادرة بفرنسا في عددها الأخير حزب العدالة والتنمية بأنه شبيه بحزب الجبهة الوطنية الفرنسية اليميني المتطرف، الذي تقوده كريمة جان ماري لوبان، وقالت المجلة إن حزب عبد الإله بنكيران يشترك مع الجبهة في نواته الصلبة التي عمودها الفقري التطرف الراديكالي. وقالت المجلة إن حزب العدالة والتنمية لم يقطع مع أطروحاته المتطرفة خصوصا وأن حركة التوحيد والإصلاح ما زالت هي المهيمنة على مساراته، وهي الحركة ذات التوجه السلفي، والتي جمعت توجهات إسلامية متعددة كان يقودها عبد الإله بنكيران ومصطفى الرميد وسعد الدين العثماني، وكانت تبحث لها عن واجهة سياسية فلم تجد أمامها سوى حزب الدكتور عبد الكريم الخطيب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية لتنقض عليه وتغير إسمه إلى العدالة والتنمية. والمشكلة، حسب المجلة، أن العلاقة بين حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية لم تنقطع بتاتا، وما هو معروف أن الادعاء بالفصل المنهجي بين الحركة والحزب لم تكن إلا مراوغة للاستهلاك الإعلامي فبعد انتخاب المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح تم إلحاق عبد الله باها، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ومحمد يتيم، عضو الأمانة العامة للحزب والكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل وهي النقابة التي أسسها الخطيب سنة 1973، بقيادة الحركة ضمانا لاستمرار السيطرة على الحزب والحركة. وعند المقارنة بين العدالة والتنمية المغربي ونظيره التركي، نسخة العثمانيين الجدد، وحزب النهضة التونسي، الذي يرتبط زعيمه راشد الغنوشي بالأوساط السلفية الغنية، تقول المجلة إن الحزب الإسلامي المغربي لم يحدث مراجعات إيديولوجية نظرا لغياب الشخصية الرائدة ذات الخصائص الكافية للدفع في اتجاه القطيعة. ولقد أزعج الملف، الذي أنجزته مجلة جون أفريك تحت عنوان "لماذا يخيف العدالة والتنمية"، قيادة الحزب الإسلامي وانبرت للرد عليه بعنف، رغم أن الملف اعتمد وقائع معروفة، والذي أزعجهم أكثر هو مقال فرنسوا سودان "جبهة وطنية مغربية" والذي قارن فيه كاتبه بين حزب اليمين المتطرف الفرنسي والحزب السلفي الراديكالي، وما قام به سودان ليس جديدا فلقد تناولت "النهار المغربية" في أكثر من وقت جذور العنف والتطرف لدى هذا الحزب والتي تنعكس في الممارسة والسلوك.