وصفت المجلة الفرنسية الشهيرة "جون أفريك"، في عددها المطروح حالياً في الأسواق، حزب العدالة والتنمية المغربي المعارض، ذو الاتجاه الإسلامي، بأنه يشبه حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المعروف بعنصريته وتطرفه، الأمر الذي أثار استياء عارماً لدى إسلاميي حزب "المصباح". ورد قيادي بارز في حزب العدالة والتنمية بأن هذا التشبيه جهل فاضح بالواقع المغربي، وبحقيقة هذا الحزب وموقعه داخل البلاد، مضيفاً أن حنين بعض الجهات إلى الماضي الاستعماري يجعلها تعادي القوى التي تريد الاستقلال في القرار السياسي للمغرب. وجدير بالذكر أن المجلة الأسبوعية "جون أفريك" يملكها الإعلامي التونسي البشير بن يحمد، ويدير تحريرها الصحفي الفرنسي فرانسوا سودان، الذي كان يحظى بعلاقات متميزة مع وزير الداخلية الأسبق بالمغرب الراحل إدريس البصري. "العدالة والتنمية" يخيف وقالت المجلة الفرنسية في عددها للأسبوع الممتد من 17 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إن حزب العدالة والتنمية المغربي لم يُحدث بعد قطيعة مع الأصولية المتطرفة، على غرار حزب "الجبهة الوطنية"، مردفة أن "إيمان هذا الحزب المتطرف بالخطوات الإصلاحية المتقدمة التي يطمح لها العاهل المغربي يبدو هشاً ومتناقضاً". واعتبرت المجلة في ملفها الذي عنونته: "لماذا يخيف العدالة والتنمية؟" أن حزب العدالة والتنمية يختلف بشكل مطلق عن العدالة والتنمية التركي، فالحزب الإسلامي بالمغرب يكشف عن معاداته بشكل عام لأي مشروع ديمقراطي في البلاد، باعتباره يحمل في طياته بذور فكر سلفي راديكالي، وفق تعبير المجلة. وتابعت المجلة بأن حزب العدالة والتنمية المغربي يشبه "الجبهة الوطنية" في كونه قوة متنامية وصاعدة، تبني إشعاعها واستقطابها للأعضاء والأنصار، باستغلال اليأس الاجتماعي وسط الناس، واللا مساواة، وأيضا ضعف مصداقية الأحزاب السياسية والتقليدية. وجاء أيضا في ملف المجلة، المخصص للعدالة والتنمية، بأن الانتخابات التشريعية المقبلة المُزمع تنظيمها في 25 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، قد تكون صداع رأس حقيقي بالنسبة للديمقراطية بالمغرب، وبأن السؤال المطروح يهم النتيجة التي سيحصل عليها إسلاميو حزب العدالة، إذ إن فوزهم في الانتخابات قد يقلب البلاد رأساً على عقب، على حد تعبير المجلة. وتتساءل المجلة الفرنسية في نفس السياق عن مصير القوانين التنظيمية في الدستور الجديد، وعن مسألة المساواة بين الرجل والمرأة، وغيرها من القضايا المحورية، وذلك في حالة ما إذا استطاع الحزب الإسلامي تكوين أغلبية برلمانية لتشكيل الحكومة المقبلة بعد انتخابات 25 نوفمبر المقبل. جهل بحقيقة الحزب ويعلق الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، على ما نشرته المجلة الفرنسية، وتشبيه حزبه باليمين المتطرف في فرنسا، بأنه تشبيه يتضمن "جهلاً فاضحاً بالواقع المغربي، وبحقيقة حزب العدالة والتنمية". واستطرد العثماني في تصريحات ل"العربية.نت" قائلاً: نفهم جيداً أن تدافع جهات فرنسية عن مصالحها المشروعة داخل المغرب، وأن تشايع طرفاً سياسياً معيناً، لكن بعض الجهات دأبت منذ سنوات طويلة على التخويف من حزب العدالة والتنمية. وتابع القيادي في حزب العدالة والتنمية بأن بعض الجهات تدفع أحياناً للعمل على قطع الطريق أمام هذا الحزب، مضيفاً أن الحنين لدى البعض إلى الماضي "الاستعماري" يجعلهم يعادون كل القوى التي تسعى للاستقلال في القرار السياسي للمغرب. وشدد العثماني على أن المغرب تجاوز مرحلة الوصاية، والديمقراطية المغربية بدأت تطورها على الرغم من كل النقائص والخصاصات، موضحاً أن الكلمة الأخيرة هي للشعب المغربي، ويعبر عنها عن طريق صناديق الاقتراع. وخلص العثماني إلى أنه إذا كانت أمثال تلك الكتابات تريد تسميم الأجواء حول العدالة والتنمية، فإن محاولاتها ستبوء بالفشل، كما باءت محاولات أخرى سابقة بالفشل، على حد تعبير القيادي الإسلامي. وبدورها، ردت جريدة التجديد، القريبة من حزب العدالة والتنمية، على المجلة الفرنسية، حيث اعتبر مديرها مصطفى الخلفي تشبيه الحزب بالجبهة الوطنية في فرنسا أمر "لم يعد قادراً على إقناع القوى السياسية الجادة به". ووصف الخلفي ما نشرته المجلة الفرنسية بتجارة الحضيض التي لم تعد رائجة، مردفاً أن أصحاب هذه التجارة "مجرد صوت نشاز يشوش، لكنه لن يوقف حركة التاريخ الجديد الذي يولد في المنطقة تحت شعار التحول الديمقراطي".