استطاع المنتخب الإسباني لكرة القدم التأهل لنهائي كاس العالم 2010 بجنوب إفريقيا بعد فوز مستحق على المنتخب الألماني، رغم أن نتيجة واحد مقابل صفر في نصف النهاية الثانية هذه، بملعب "موزيس مابيدا" بمدينة دوربان، لم تعكس التفوق البين لرجال ديل البوسكي. وهذا التاريخ يعيد نفسه بانتصار إسبانيا مرة أخرى على ألمانيا في دور النصف النهائي، بعدما انتصرت عليها في نهائي كأس أروبا بنفس النتيجة سنة 2008. وقد سجل الهدف الوحيد للمنتخب الإسباني قلب الدفاع بوجول في الشوط الثاني من المباراة برأسية قوية لم تترك أي حظ لحارس المنتخب الألماني. بانتصارها هذا دخلت إسبانيا التاريخ الكروي العالمي من بابه الواسع بعد انتصارها على الفريق الألماني الذي كان يرشحها الجميع لانتزاع الكأس الرابع في تاريخه لاسيما بعد انتصاره الساحق على كل من المنتخب الإنجليزي والمنتخب الأرجنتيني برباعية في شباك كل فريق. وقد سيطر المنتخب الإسباني على كافة أطوار المباراة بلعبه الاستعراضي والاستحوادي على الكرة الذي تجاوز في بعض لحظات المباراة 70 %، بينما اكتفى المنتخب الألماني بالجري وراء الكرة وانتظار الهجمات المضادة التي كانت تشكل خطورة كبيرة على دفاع المنتخب الإسباني الذي عرف كيف يصمد في وجه الآلة الهجومية الألمانية التي عجزت عن اقتحام الدفاع الإسباني المتماسك بفضل الجهود الكبيرة لبيكي. إسبانيا لعبت من دون شك أقوى مبارياتها خلال هذه المنافسة بعد البداية الخجولة في الدور الأول من البطولة والصعوبات الكبيرة في تجواز الأطوار الموالية، إلا أن المنتخب الإسباني عرف كيف يستعيد لعبه الجماعي الرائع الذي أبهر به العالم في البطولة الأوربية للمنتخبات. ويرجع الفضل في فوز المنتخب الإسباني ليس فقط للاعب بوجول الذي أبلى البلاء الحسن في الدفاع وسجل هدف النصر، بل يعود إلى جميع اللاعبين ولاسيما دينامو المحور تشافي وأندريس إنييستا وتشافي ألونسو الذين شلوا حركة المنتخب الألماني في وسط الميدان، علاوة على المجهود الجبار الذي قاما بها لاعبي الهجوم بيدرو وبييا. وستواجد إسبانيا في النهاية المنتخب الهولندي المتعطش هو الآخر للفوز باللقب العالمي لأول مرة في تاريخه بعدما فشل مرتين في إنتزاعه بعد وصوله للنهائي سنة 1974 و1978 على التوالي، وهو ما سيمنح المباراة النهائية طعما فريدا في التشويق والحماس.