رشح أسطورة الكرة البرازيلية والعالمية بيلي، خمسة منتخبات للفوز بكأس العالم لكرة القدم، التي تستضيفها جنوب إفريقيا من 11 يونيو إلى 11 يوليوز، ومن بينها المنتخب الإسباني، الذي سيخوض مباريات الدور الأول ضمن المجموعة الثامنة التي تضم إلى جانبه منتخبات سويسرا والشيلي والهندوراس. وبرأي بيلي فإن منتخب البرازيل هو أفضل منتخب في أمريكا اللاتينية ويقابله منتخب إسبانيا في أوروبا. ولكن العقبة الوحيدة أمام منتخب "لاروخا" هي عدم بلوغه المباراة النهائية لكأس العالم من قبل. وإذا كان "الماتادور" الإسباني يبدو وكأن في نزهة في المجموعة الثامنة، فإن الصراع على البطاقة الثانية سينحصر بين منتخبي التشيلي وسويسرا وستكون مباراتهما عاملاً حاسماً في تأهل أحدهما. أما منتخب الهندوراس فسيكتفي بالتمثيل ليس إلا . وكان المنتخب الإسباني قد شق طريقه نحو المونديال الجنوب إفريقي، وهو متربع على عرش أوروبا وضمن تأهله قبل انتهاء التصفيات بجولتين. ويرجع الفضل في نجاح الفريق إلى توازن خطوطه، ذلك أن العميد إيكر كاسياس يعد أحد أفضل حراس المرمى في العالم ويمنح الثقة والطمأنينة للجميع. أما أوركسترا هذا المنتخب، الذي يجعل من امتلاك الكرة وتمريرها بسرعة وسلاسة نحو معترك الخصم، القاعدة الأساسية للعبه، فيقودها بكل أناقة ودراية تشابي هرنانديز، الذي يعتبر الرئة التي يتنفس منها الفريق ثم الثنائي المرعب دافيد فيا، وفرناندو توريس. ومنذ خروجه من دور ثمن نهاية مونديال 2006 في ألمانيا عقب خسارته أمام المنتخب الفرنسي 1-3 لعب المنتخب الإسباني، المتوج عام 2008 بكأس أوروبا، 51 مباراة كسب منها 43 وتعادل في أربع وانهزم في أربع. فمجموعة المدرب فيسانتي ديل بوسكي، التي حجزت تذكرة المونديال بعد تحققيها 10 انتصارات في عشر مباريات، تزخر بالمواهب والنجوم المتلئلة في سماء الكرة الأروبية على غرار إنييستا (برشلونة) وفابريغاس (أرسنال) وألونسو (ريال مدريد) وسيلفا (بلنسية). فالثنائي المرعب فرناندو توريس (ليفربول) ودافيد فيا (برشلونة) في رصيدهما وحدهما 65 هدفا من 140 مباراة. وكان فيسنتي ديل بوسكي قد تسلم مقاليد تدريب الفريق من لويس أراغونيس بعد الفوز بكأس أوروبا للأمم عام 2008، ولكنه اتبع نفس فلسفة سلفه وأبقى على نفس المجموعة التي حققت ذلك الإنجاز. وراهن ديل بوسكي على فريق مثالي يستمد قوته من خط الوسط، ونجح بفضل ذلك في إنهاء التصفيات بدون أن تضيع منه ولو نقطة واحدة. ويمثل عهد ديل بوسكي عهد توازن نادر، على اعتبار أنه منذ توليه مسؤولية الإشراف على تدريب الفريق، فاز هذا الأخير بكل مبارياته إلا واحدة وكانت في نصف نهاية كأس القارات جنوب إفريقيا وخسرها أمام المنتخب الأمريكي. ويرى ديل بوسكي أن لديه لاعبين ممتازين، وفريق جيد التكوين، ولكن "أمامنا منافسين أقوياء. إن ما نتطلع إليه هو المنافسة على اللقب، ولكننا نعرف أنه أمر في غاية الصعوبة. لسنا مرشحين ولكننا من بين الفرق التي تتطلع للفوز". وكان المنتخب الإسباني قد فاز السبت الماضي بصعوبة على المنتخب السعودي 3-2 في المباراة الإعدادية التي جمعت بينهما في مدينة إينسبورغ النمساوية، لكن في غياب مهاجم ليفربول الإنجليزي فرناندو توريس، الذي ما يزال يخضع إلى تمارين مستقلة لعدم تعافيه تماما من الإصابة التي يعاني منها منذ فترة. وسبق للمنتخب الإسباني أن شارك 12 مرة في نهائيات كأس العالم التي لم يغب عنها منذ عام 1974 في ألمانياالغربية. وتبقى أفضل رتبة للفريق الإسباني في كأس العالم المركز الرابع، وكان ذلك في البرازيل عام 1950 أما المنتخب السويسري، الذي لم يتجاوز مرحلة ثمن النهاية في المونديال الماضي، فيتطلع إلى تجاوز هذا الدور في المونديال الجنوب إفريقي تحت قيادة الألماني أوتمار هيتسفيلد، الذي يعد من أنجح المدربين في أوربا، إذ تمكن من الفوز بدوري أبطال أوربا مع ناديين مختلفتين (بروسيا دورتموند وباير ميونيخ). وكان الداهية الألماني قد تولى مهام تدريب المنتخب السويسري في فاتح يوليوز 2008 وقاده بالرغم من بدايته المتعثرة إلى التأهل مباشرة إلى المونديال الجنوب إفريقي. ومن أبرز نجوم المنتخب ألكسندر فراي (بال) الذي سجل خمسة أهداف في التصفيات وبليز نكوفو (توينتي الهولندي)، وهو من مواليد كينشاسا (جمهورية الكونغو الديمقراطية) والذي يشكل مع فراي ثنائيا هجوميا ناجحا وسبيشر (فرانكفورت الألماني) والحارس بيناغليو (ولسبورغ). وهذه هي المشاركة التاسعة لمنتخب سويسرا في كأس العالم، علما بأنه سبق له بلوغ دور ربع النهاية في سنوات 1934 و1938 و1954 وثمن النهاية في آخر دورة في ألمانيا 2006. ومن جهته، عانى منتخب الهندوراس كثيرا قبل تحقيق تأهله إلى المونديال، ذلك أن أشبال المدرب الكولومبي المحنك رينالدو رويدا، كانوا مطالبين بعد خسارتهم على أرضهم وأمام جماهيرهم (2-3) أمام المنتخب الأمريكي بتحقيق نتيجة الفوز في سان سلفادور وانتظار تعثر منتخب كوستاريكا في الولاياتالمتحدة. وهذا ما حصل بالفعل، حيث تغلبوا على مضيفهم بهدف يتيم وانتظروا طويلا لسماع خبر هدف التعادل الأمريكي الذي جاء في آخر ثانية من عمر اللقاء، ليحجز منتخب هندوراس تذكرة التأهل المباشر إلى المونديال. ومن أبرز لاعبي الفريق كارلوس بافون (36 سنة) موقع هدف الفوز الحاسم في سان سلفادور الذي منح بطاقة التأهل لأبناء جلدته ودافيد سوازو (جنوة الإيطالي) وويلسون بلاسيوس (توتنهام الإنجليزي) وخوليو ليون (طورينو الإيطالي) وفيكورا وطوماس (ويغان الإنجليزي). وكان المدرب رويدا (46 سنة) قد تولى تدريب الفريق في مطلع 2007 وأفلح في إعادة الثقة إلى نفوس لاعبيه في وقت حساس، ليقود الفريق بنجاح إلى ثاني مشاركة مونديالية في تاريخه بعد دورة 1982 في إسبانيا. ويطمح المنتخب الشيلي، الذي حجز تذكرة المرور إلى كأس العالم بعد احتلاله المركز الثاني في التصفيات بفارق نقطة واحدة عن المتصدر البرازيل. وقد كان أشبال مارسيليو بييلسا، الذي يعتبر من أصغر المدربين الذين نجحوا في الوصول إلى النهائيات، الأفضل في تاريخ الفريق منذ بدء تطبيق نظام التصفيات الحالي حيث كان لهم ثاني أحسن خط هجوم في التصفيات برصيد 32 هدفا، فضلا عن إحرازهم أكبر عدد من الانتصارات في تصفيات المنطقة (10 انتصارات). ومن أبرز نجوم المنتخب الشيلي، المعروف بنزعته الهجومية الصرفة، ماتياس فيرنانديز (سبورتينغ البرتغالي)، وأليكسيس سانشيز (أودنيزي الإيطالي) وهومبيرتو سوازو (سرقسطة الإسباني)، الذين برزوا بشكل كبير في صفوف المنتخب الأحمر والذين يمارسون كرة القدم في فرق ذائعة الصيت على المستوى الدولى. والمعروف عن مدرب المنتخب الشيلي، الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، الذي كان على رأس منتخب الأرجنتين الذي خرج من الدور الأول من منافسات كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان، جديته وتفانيه في العمل. وسيكون مونديال جنوب إفريقيا ثامن مشاركة لمنتخب الشيلي. وتبقى أفضل نتيجة حققها في نهائيات كأس العالم عام 1962، عندما استضافت الشيلي البطولة واحتل منتخبها المرتبة الثالثة.