أضحت العلاقات المغربية الاسبانية لغزا محيرا في هذه الشهور الأخيرة، ففيما يرى الجميع إشارات أزمة ديبلوماسية هنا و هناك، و على الخصوص في غياب السفير المغربي عن مكتبه بمدريد الذي طال أكثر من اللازم ، المظاهرات المحركة بالمعابر، مطالب استرجاع سبتة و مليلية، عدم احترام الطائرات الاسبانية لراحة الملك و هي تخترق الأجواء المغربية بمنطقة الحسيمة و غير ذلك من المؤشرات، فإن هذه الأزمة المفترضة بقيت ماء تحت تبن، و لم تشأ أن تنفجر بشكل معلن. الجديد في لعبة الإشارات هذه هو إقدام مدريد على استبدال 13 موظفا ساميا بسفارتها في المغرب، وقد قالت مصادر من هذه السفارة لجريدة "أ ب ثي"، بأن هذا السحب الجماعي للموظفين الإسبان لا يزيد عن كونه "صدفة و لا ينبغي أن يبحث فيه عن أي شيء آخر"، و قالت مصادر أخرى "أن الأمر لا يطرح أية مشكلة على مستوى العلاقات المغربية الإسبانية". وقالت صحيفة "أ ب ثي" بأن تعيين لويس بلاناس و الطاقم الديبلوماسي في الرباط سنة 2004 جاء ليعطي قوة للعلاقات المغربية الإسبانية التي عرفت توترا شديدا أثناء الولاية الثانية لخوسي ماريا أثنار، "لكن الجهود المبذولة من قبل إسبانيا لم تكن دائما تلقى استجابة"، و اعترفت الجريدة بأن المغرب من جانبه لم يكن ينتظر أن تتم أول زيارة رسمية للملك خوان كارلوس إلى مدينتي سبتة و مليلية في نونبر 2007 في الوقت الذي يحكم فيه الحزب الاشتراكي وخاصة رئيس الوزراء خوسي لويس رودريغث ثاباطيرو. وسيغادر السفارة الإسبانية بالرباط كل من نائب السفيرألفونسو بورطابلس الذي عين في موقع القنصل بالقدس، وخابيير بويغ الذي سيشغل موقع نائب السفير في غواتيمالا. فيما عين ملحق الداخلية أنطونيو فيغال على رأس المفتشية بالأندلس الغربية بإشبيلية، فيما سينتقل نائبه رفائيل مارتينث إلى مدريد. كما سيغادر الرباط ممثل جهاز الاستخبارات الاسباني أنخل للورينتي. و كذلك سيتم إحداث تغيير قنصلي إسبانيا بتطوان و الناظور. وامام التوجس السائد حول جودة العلاقات الديبلوماسية المغربية الإسبانية، فإن المصادر تؤكد أن هذه التغييرات بالجملة، تتجاوب و انتهاء الرئاسة الإسبانية للإتحاد الأوروبي، و إلى أن معظم هؤلاء المسؤولين قد تم تعيينهم في وقت واحد، و تؤكد مصادر دبلوماسية إسبانية بأن هذه الانتقالات لن تؤثر بكيفية سلبية على مستوى التمثيل الديبلوماسي لإسبانيا بالمغرب. ولا يبقى إلا أن ندعوا الله أن يلطف بنا في ظل حرب الاشارات المستعرة بين الرباط و مدريد و التي على ما يبدو ستترك السفارات و التمثيليات الدبلوماسية تنعق فيها الغربان.