تمكن فريق من خبراء الأنثروبولوجيا من تحديد مكان تواجد أقدم "إنسان عاقل" أو ال Homo sapiens على وجه الأرض بعد سلسلة أبحاث استغرقت سنوات. في العقود الأخيرة، اعتقد العلماء أن أقدم إنسان من هذه الفصيلة يعود تاريخه إلى 200 ألف سنة بعد اكتشاف بقايا هذا الإنسان في شرق القارة الأفريقية. مع ذلك استمر العلماء في البحث في أماكن أخرى من القارة علهم يعثرون على معلومات أخرى حول طبيعة وتاريخ هذا الإنسان. ووفق دراسة حديثة نشرت في مجلة "الطبيعة"، فإن أقدم أثر لإنسان عاقل عاش في المغرب، ويعود تاريخه إلى 300 ألف عام. اكتشاف جديد ينضاف إلى الأبحاث التي انطلقت منذ سنوات والتي أسفرت في البداية عن اكتشاف بقايا إنسان يعود تاريخه إلى 260 ألف عام في جنوب أفريقيا. وقاد الفريق العلمي جان جاك هوبلين من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا، واشتغل هذا الباحث على بقايا إنسان جرى اكتشافها في المغرب عام 1961 في منطقة تدعى "جبل أرحود" نواحي مدينة آسفي غرب المغرب. وعاد نفس العالم إلى المنطقة عام 2004، واشتغل في نفس الموقع لتطوير أبحاثه ومباشرة المزيد من الحفريات. ويقول جاك هوبلين في تصريح خص به صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الإنسان القديم يشبه الإنسان الحديث في الكثير من الصفات، غير أن حواجبه كانت كثيفة ويتميز أيضا بذقن صغيرة ووجه مسطح وواسع. وعلى مستوى الدماغ، قال الفريق العلمي إن دماغ الإنسان القديم يختلف شكله عن دماغ الإنسان الحديث، إذ لم يكن شكله دائريا، وكان مسطحا تماما كدماغ Hominins أو ما يطلق عليهم بأشباه البشر، حسب نفس الصحيفة. ورغم أن عمر هذا الإنسان يعود إلى 300 ألف عام، إلا أن هذه المجموعة البشرية صنعت لنفسها عدة أدوات للدفاع عن نفسها وأيضا لاستخدامها في أعمال الصيد.