يواجه الممثل التلفزيوني الأمريكي الشهير بيل كوسبي إمكانية السجن بتهم تتعلق باعتداءات جنسية على العديد من النساء. ورغم محاولة دفاعه تجنيبه المحاكمة إلا أنه سيمثل اعتبارا من الاثنين أمام القضاء. وفي حال أدانت هيئة المحلفين في ختام المحاكمة المتوقع أن تستمر أسبوعين، بيل كوسبي بتهمتين أو ثلاث تهم فقد يحكم على الممثل بالسجن عشر سنوات كحد أدنى. وقد يعني ذلك أن كوسبي البالغ 79 عاما والذي فقد بصره بشكل شبه كامل، سيمضي على الأرجح بقية حياته في السجن، ما يشوه سمعته وصورته. وقد بذل محاموه قصارى جهدهم على مدى سنة ونصف السنة لتجنيبه المحاكمة إلا ان بيل كوسبي البالغ 79 عاما سيكون في قفص الاتهام وسيمثل أمام هيئة محلفين بينهم عضوان أسودان فقط من أصل 12. ومن بين عشرات النساء اللواتي يتهمن الممثل بالاعتداء عليهن جنسيا أو اغتصابهن، باتت قضية أندريا كونستاند الطرف المحوري في المحاكمة، الوحيدة التي لم يشملها مرور الزمن. وكانت كونستاند مسؤولة إدارية في جامعة تمبل عند وقوع الحادث وهي تؤكد أن بيل كوسبي اعتدى عليها جنسيا خلال زيارة لها إلى منزله في ضاحية فيلادلفيا. واستجوب بيل كوسبي العام 2005 في إطار إجراءات مدنية اتخذتها أندريا كونستاند في حقه واعترف بأنه قدم لها الكحول والعقاقير من دون أن يوضح لها محتواها. إلا أنه اعتبر أن العلاقة كانت بموافقة الطرفين مشددا على أن الشابة لم تبد في أي وقت من الأوقات عدم رضاها. وفي غياب الشهود والدليل المادي يبقى كل شيء رهنا بشهادة هذه المرأة الكندية البالغة 44 عاما والتي تقيم حاليا في تورنتو ولم يسبق لها أن تحدثت علنا عن هذه القضية. السجن مدى الحياة وخلال جلسات الاستماع التمهيدية وفي الوثائق التي قدموها في إطار الملف، أعطى محامو الدفاع فكرة عن استراتيجيتهم خلال المحكمة. وقد شدد المحامون على بعض العناصر غير المتماسكة في شهادة أندريا كونستاند حول تاريخ الوقائع فضلا عن بعض الأمور التي أغفلتها. في أكتوبر 2006، أبرمت أندريا كونستاند اتفاقا بالتراضي مع كوسبي في إطار الإجراءات المدنية. ودعما لشهادة الادعاء، وافق القاضي ستيف أونيل على استدعاء ضحية ثانية مفترضة لبيل كوسبي للإدلاء بشهادتها بعدما ادعت أنها تعرضت لاعتداء في الظروف نفسها العام 1993. ولم يكشف عن اسم الشاهدة. وكان الادعاء يأمل باستدعاء المزيد من الشهود إلا أن القاضي رفض ذلك. وخلال المقابلة الوحيدة التي منحها كوسبي منذ توجيه التهمة إليه، أكد أنه لن يتطوع للإدلاء بشهادته خلال المحاكمة. وبموجب الإجراءات الجزائية الأمريكية هذا يعني أنه قد لا يتولى الكلام بتاتا خلال مداولات المحاكمة إذ لا يمكن للادعاء استجوابه من دون موافقته. إلا أن ناطقا باسم الدفاع قال لوكالة الأنباء الفرنسية إن احتمال تقديمه لشهادة خلال الجلسات "ليس مستبعدا كليا"