نثرت المغنية البرازيلية اغاث اراسيما، أمس الأربعاء نسيما عليلا من على منصة شالة في اطار الدورة ال16 لمهرجان موازين ايقاعات العالم، بنمطها الموسيقي المتفرد والرائع الذي تلتقي فيه وتتكامل موسيقى الجاز والبوسانوفا. وأبانت الفنانة الشابة عن نضج فني، حيث تنقلت بين الايقاعات الموسيقية بمهارة وسلاسة كبيرتين، ما جعلت الجمهور يقع تحت سحرها. وأتحفت أغاث ايراسيما الجمهور بصوتها العذب والآسر بدقة وعفوية كبيرتين. وورثت الفنانة المزدادة بفرنسا بين عائلة موسيقية، من ثقافتها المزدوجة والبيئة الموسيقية التي نشأت بها، غنى موسيقيا يسمح لها بالغوص في تجارب صوتية أصلية. وكانت الفنانة الرائعة التي ارتدت الأبيض ووضعت إكليلا من الورود على رأسها، متألقة فوق المنصة، مثل أشعة الشمس التي تدخل البهجة في قلوب مستمعيها. وأسرت الفنانة التي كانت مرافقة بفرقة موسيقية برازيلية تدعى "ذو برازيليان ميوزيك باند" وتتكون من مجموعة من الأعضاء حيث يعزف والدها على القيثارة، إلى جانب ادريانو طينوريو على الايقاع، وبيير الان طوكانيي على الطبل وجوليان لاليي (بيانو)، قلوب الجمهور بحضورها المشع من خلال أداء مجموعة من المقاطع الموسيقية في مزيج فريد بين الموسيقى البرازيلية وموسيقى الجاز. وأدت المفنانة التي سحرت الجمهور بابتسامة رافقتها طيلة العرض، أغان تتمحور أساسا حول الحب مثل "كارينيوسا" و"ابريما فيستا" و"بايجو" أو "ناتوريزا"، وهي أغان برتغالية كتب كلماتها عمالقة الموسيقى البرازيلية مثل شيكو سيزار. وأثبتت الفنانة أن الارتجال ليس أمرا جديدا بالنسبة لها، حيث لم تتوان في أداء بعض المقاطع الموسيقية الخاصة بها باللغة الفرنسية، لتمرير رسائلها بطريقة أفضل للجمهور التي يتابعها. وبعدما شكرت الجمهور على حفاوة استقباله وتفاعله باللغتين العربية والفرنسية، أدت أغاث ايراسيما أغنية "هابي فيلين" المتفائلة والبهيجة، والتي تحتفل بالحياة والحب. واكتشفت أغاث ايراسيما فن الجاز في سن مبكر بفضل والدها عازف قيثارة الباص، وتأثرت كثيرا بأسلوب المغنية الأمريكية "شيلا جوردن" ما دفعها إلى تسجيل أولى أغانيها، وفي أحدث ألبومها بعنوان "فيلين الايف"، يمكن الاستمتاع بروعة ألحان عازف البوق "نيكولاس فولمر" وعازف الترومبون "فريد ويسلي"، هذا الألبوم الذي يجمع بين حبها لموسيقى الجاز والموسيقى البرازيلية. وفي دورته السادسة عشرة، ينقل موازين (12-20 ماي) الجمهور في موقع شالة "من جزيرة إلى جزيرة" من غواديلوب إلى البليار ، مرورا بقبرص والرأس الأخضر، ومدغشقر والمارتينيك ومرمرة وليلا غراندي. لقاءات من خلال إيقاعات حميمية وأصوات متميزة لفنانين تلهمهم رياح البحر وأمواج المحيطات. وتشكل كل مرحلة من السفر فرصة لاكتشاف جزيرة وثقافتها وطقوسها ورفصاتها وموسيقاها وساكنتها، وهم غالبا من الهجناء الذين أنجبوا فنانين في أقصى درجات المعاصرة. وتنسج أصواتهم روابط وراء المحيطات، من أرض لأرض ، ومن جزيرة لجزيرة. يشار إلى أن مهرجان موازين- إيقاعات العالم 16، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من قبل جمعية مغرب الثقافات، يشهد حفلات متميزة تحفل بأساليب وإيقاعات موسيقية متنوعة. وعلى مدى تسعة أيام، ستشكل المنصات الست بالرباط وسلا (السويسي، النهضة، أبو رقراق، سلا، المسرح الوطني محمد الخامس، شالة) مسرحا للقاءات بين جمهور شغوف وكبار نجوم الموسيقى العالمية. *عفاف رزوقي