تعيش منطقة الريف و منذ شهور على إيقاع احتجاجات اجتماعية متعددة الأشكال للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية للساكنة و توفير خدمات أساسية من قبيل التعليم, الصحة و الشغل لضمان العيش الكريم لسكان المنطقة, و انطلقت شرارة هاته الاحتجاجات بعد مقتل بائع السمك, محسن فكري, بطريقة بشعة اهتز لها الشارع المغربي حيث خرجت مظاهرات في جميع المدن المغربية للمطالبة بمحاسبة المسؤولين و رفع التهميش و الإقصاء الذي يطال منطقة الريف و تسريع وثيرة التنمية المحلية. و لقي ما أصبح يعرف ب "حراك الريف" صدى واسع سواء في وسائل الإعلام المغربية أو الدولية, و التي واكبت فصول هذا الحراك السلمي في مختلف محطاته, و من جهتها حاولت الحكومة المغربية امتصاص غضب الساكنة بإعفاء العديد من المسؤولين الكبار بالمنطقة أبرزهم عامل إقليمالحسيمة, كما قام وزير الداخلية المغربي الجديد, عبد الوافي لفتيت, باول زيارة له الى مدينة الحسيمة للاجتماع بالمسؤولين المحليين في محاولة لتهدئة الأوضاع المتوثرة بالمنطقة, حيث أكد الوزير "أن الدولة عازمة كل العزم على مواصلة مقاربتها التنموية".
و رغم المبادرات الرسمية الرامية إلى احتواء هذه الاحتجاجات, يستمر الحراك مشتعلا و تستمر مظاهرات الساكنة لدعم مطالبها المشروعة, كما يستمر تأسيس لجان دعم حراك الريف, سواء داخل المغرب أو خارجه, و هكذا أعلنت مجموعة من الفعاليات السياسية اليسارية والحقوقية بحر الأسبوع الماضي، عن تأسيس"اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف ومطالبه"، مسطرة برنامج يتضمن سلسلة من الأشكال الاحتجاجية السلمية.
و بالموازاة مع هذه التحركات داخل المغرب, واكبت الجالية المغربية بالخارج بصفة عامة و الجالية الأمازيغية و الريفية بصفة خاصة هذا الحراك و أيّدت مطالبه المشروعة و تبنّت قضيته العادلة, و في هذا الإطار نقل نشطاء حراك الريف احتجاجهم خارج التراب الوطني بتنظيم أشكال تضامنية أمام مقر المفوضية الأوروبية بالعاصمة بروكسيل, و ذلك بالتنسيق مع مغاربة المهجر المقيمين في دول الاتحاد الاوربي حيث توجد جالية مغربية أمازيغية كبيرة. و في هذا الصدد، توالى تأسيس لجان لدعم ما أصبح يعرف ب "حراك الريف" المغربي في مختلف المدن الأوروبية الكبرى، وهذه اللجان هي: لجنة لهاي و لجنة أوترخيت و لجنة بلجيكا و لجنة أونفرس و لجنة فرانكفورت و لجنة دوسلدورف و لجنة أوسلو و لجنة بلد الباسك الإسباني و لجنة برشلونة و لجنة خيرونا و لجنة جزر الكناري و لجنة ليل و باريس. وأصبحت هذه اللجان تنظم أشكال تضامنية عديدة أمام التمثيليات القنصلية المغربية في العديد من العواصم الاوربية و كذلك على مستوى البرلمان الاوربي تأييدا منها لمطالب ساكنة الريف بتحسين الظروف المعيشية و تسريع وثيرة التنمية المحلية لإخراج المنطقة من دائرة التهميش و الإقصاء, و دأبت كل هاته اللجان بدول المهجر بين الفينة و الأخرى, على تنظيم ندوات للتعريف بهذا الحراك و كذا وقفات احتجاجية في إطار مواكبتها للشأن الداخلي بالمغرب.
و على مستوى إسبانيا و خاصة منطقة كاتالونيا, و التي تعرف استقرار جالية مغربية كبيرة و خاصة من أبناء الريف, نظمت لجان دعم حراك الريف العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام كل من القنصلية العامة للمملكة المغربية بكل من برشلونة و خيرونا, كما نظمت لجنة خيرونا ندوة في الموضوع حضرها العديد من النشطاء الأمازيغ بالإضافة إلى ممثل عن حزب اليسار الراديكالي, الوحدة الشعبية, المؤيد لاستقلال كاتالونيا عن إسبانيا, كما أقيم حفل موسيقي بهذه المناسبة.