شر البلية ما يضحك، وفي هذه الأيام العصيبة بالضبط، يطلع المرء على بعض الأخبار التي تثير الضحك بقدرما تثير الاستهجان، إذ تجري اليوم ببرشلونة محاكمة عنصرين من عناصر الشرطة الكطلانية موصوص دي إسكوادرا، بسبب إلقائهم القبض بشكل غير مشروع على مهاجر سينغالي بتهمة المتاجرة في المخدرات و قاموا بانتهاب مبلغ 150يورو منه، ويطالب الادعاء بعقوبة 13 سنة و 6 أشهر سجنا في حقهما. ويؤكد عناصر الموصوص دي إيسكوادرا بأنهم قد تصرفوا تحت مظلة القانون و ألقوا القبض على الشخص السينيغالي بتهمة المتاجرة في المخدرات، بينما يرفض الادعاء دعواهم و يطالب بسجنهم 13 سنة، وحرمانهم من مزاولة العمل بالشرطة لمدة 23 سنة، لقيامهم بسرقة السينغالي، واعتقاله بشكل غير شرعي وتزوير وثائق رسمية. ويقول السينغالي بأن أفراد الموصوص دي إيسكوادرا قاموا بمداهمته عند باب منزله وهم في الزي المدني، و قاموا بتفتيشه و انتزاع المبلغ المالي الذي كان معه، ثم قاموا بسوقه إلى المركز الأمني حيث قاموا بتفتيشه ثانية، ثم جرد من ملابسه وأجبر على القيام بتمارين رياضية عسيرة كنوع من التعذيب. ثم قامو بنقله إلى المركز الأمني نو دي رامبلا حيث قاموا بتسجيله و أعادو تجريده من ملابسه و أجبروه ثانية على التمرين الرياضي. وبعد مرو وقت، أطلق سراح السينغالي لكن دون أن يكتب الموصوص دي إيسكوادرا أي تقرير عن الحادثة، و دون أن يدفعوا للمهاجر ال 150 يورو التي اغتصبوها منه، و هو ما دفع به إلى المطالبة بماله معتصما بباب المركز الأمني، ما حدى بعناصر الشرطة الكطلانية إلى معاودة اعتقاله ، وأخبروه بأنه متهم بتجارة المخدرات وقاموا بكتابة تقرير أمني مزور أكدوا فيه أن المهاجر عرض عليهم قطعة من الحشيش، حسب ما جاء في أقوال الادعاء. وقالت النيابة، بأنه لدى اعتقال الشرطيين و جدت بحوزتهما قطع حشيش، فيما اتهم دفاعهما السينغالي بكونه "جمل" حشيش و هو يقضي الآن عقوبة 3 سنوات بسبب هذه التجارة، فيما أكد السينغالي أنه فقط مستهلك و لم يمارس تجارة المخدرات، وأدانت رفيقته الضغوط الكبيرة التي كانت عرضة لها رفقة المهاجر بلغت حد عرضهم عليهم مبلغ "50 الف يورو ومغادرة البلاد" مقابل التنازل عن الدعوى ضد رجلي الأمن الكطلانيين.